الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعدد أدوية الاضطراب الوجداني وما يفضل منها في علاجه

السؤال

السلام عليكم. وبعد:

أنا فتاة أبلغ من العمر (21) سنة من اضطراب المزاج الدوري منذ (4) سنوات، بدأت أعالج هذه السنة عند طبيبة أمراض نفسية وعصبية حيث أشارت علي باستعمال Depacine crono 500 ،Temest ،Laroxyl solion .deroxat

إلا أن هذا الأخير جعلني أشعر بارتعاش في الفكين فوقع حذفه، أنا الآن أستعمل ديباكين بمعدل حبة ونصف ليلاً إلا أن حالتي لم تتحسن منذ شهر مارس، وأنا أحس باختناق وعجز كلي حتى دراستي لم أستطع أن أواصلها السنة الفارطة، وأخاف هذه السنة أيضاً ألا أستطيع أن أدرس.

علما بأني كنت من الأوائل، لذا -سيدي الدكتور- رجائي في الله، ثم فيكم كبير في إيجاد حل لما أعانيه.

ودمتم في حفظ الله ورعايته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Choukatli حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أن تشخيص حالتك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأنا أقول لك إن أهم شيء في علاج هذه الحالة هو تشخيصها، وحالتك -الحمد لله- قد شخصت.

بقي بعد ذلك الآليات العلاجية، وهي تتمثل في العلاج الدوائي وكذلك ما يسمى بالعلاج التأهيلي، ونعني به أن يجاهد الإنسان نفسه وأن يحسن من دافعيته، وأن يعيش الحياة طبيعية على جميع الأصعدة: فيما يخص الدراسة، فيما يخص التواصل الاجتماعي، وكل مرافق الحياة.
الأدوية التي تتحكم في المزاج وتعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هي بفضل من الله تعالى كثيرة وجيدة في معظمها، ولكن بطبيعة الحال هنالك دواء قد يناسب شخصاً ولا يناسب شخصاً آخر.

حالة الارتعاش التي حدثت لك هي مرتبطة بتناول الدواء، فأعتقد أن السوليان أو السوليون قد يكون سبب لك ذلك.

والدباكين هو من أفضل الأدوية، ربما يسبب رعشة أيضاً وتكون هذه في بداية العلاج ولكن بعد ذلك تختفي.

والزيروكسات هو دواء محسن للمزاج ولا ننصح باستعماله في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، إلا إذا كانت حالة الاكتئاب شديدة، حينما يكون الإنسان في القطب الاكتئابي، ولكن يُعرف تماماً أن الاكتئاب لا يأتي إذا التزم الإنسان التزاماً كاملاً بتناول الأدوية.

أنا حقيقة في مثل عمرك أفضل كثيراً أملاح الليثوم، لأنها من مثبتات المزاج القديمة، ويعرف عن الليثوم أنه لا يؤدي أبداً إلى شعور بالتكاسل أو آثار جانبية كثيرة، بالرغم من أنه دواء حرج، أعني أن جرعته يجب أن تكون دقيقة، وهنالك فحوصات لابد أن تُجرى، لكن عموماً أنا لا أدعوك أبداً لاستعمال الليثوم دون استشارة الطبيبة التي قامت بعلاجك. هذا أحد المقترحات.

المقترح الثاني: هو أن تظلي على الدباكين ولكن بجرعة خمسمائة مليجراما فقط، فالدباكين كرونو بجرعة خمسمائة مليجراما يعتبر من الأدوية الممتازة جدّاً، وبجانب الدباكين هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (سوركويل Seroquel) ويسمى علمياً باسم (كواتيبين Quetiapine).

أنا أرى أن مزيجاً من الدباكين كرونو والسوركويل سيكون علاجاً مثالياً بالنسبة لك، هذا الشعور بالاختناق سوف يزول، كما أن السوركويل بجانب أنه مثبت للمزاج فهو أيضاً محسن للمزاج، وجرعته تبدأ بخمسين مليجراماً يومياً وقد تصل حتى مائتين أو ثلاثمائة مليجراما، وإن كنا نرى أن مائة مليجراما في اليوم سوف تكون كافية جدّاً في حالتك.

هنالك مقترح ثالث، وهو دواء يعرف تجارياً باسم (لاميكتال Lamictal) ويعرف علمياً باسم (لاموترجين Lamotrigine)، هذا أيضاً من الأدوية التي تستعمل في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهنالك دواء ثالث يعرف تجارياً باسم (تجراتول Tegretol) ويسمى علمياً باسم (كاربامزبين Carbamazepine)، هو أيضاً من الأدوية الجيدة جدّاً، والآن هنالك حديث عن دواء يعرف علمياً باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (إبيفلاي Abilifu).

الذي أود أن أصل إليه -أيتها الفاضلة الكريمة- أن الخيارات كثيرة جدّاً، والطبيب مهما كان مقتدراً قد لا يصل للعلاج المناسب إلا بعد أن يُجرب تجارب على أسس علمية ويكون متواصلاً مع المريض، والأدوية يُعرف أنها تناسب الناس حسب التركيب الجيني لهم.
وعموماً يجب أن تستخلصي من كلامي هذا أن الخيارات كثيرة، وهذه بشرى عظيمة؛ لأن هذه الأمراض قبل سنوات ليست بالكثيرة كان الأطباء يعجزون تماماً عن علاجها، كانت تُعطى الجلسات الكهربائية، والأدوية القديمة مثل الهلوبربادول Haloperidol، ولارجكتيل Largactil، بالرغم من أنها ساعدت الكثير من الناس، إلا أن مضارها وآثارها الجانبية لا يستطيع أبداً أحد أن ينكرها.

أيتها الأخت الفاضلة الكريمة! أنا أؤكد لك أن التزامك بالدواء سوف يجعلك تعيشين الحياة طبيعية جدّاً، ولا بد أن أنصحك في أمر معين وهو الإصرار على استعمال الدواء عند الشعور بالتحسن؛ لأن الكثير من الناس حقيقة يحدث لهم شيء من التراخي في تناول الأدوية حينما يحسون بالتحسن، وهذا المرض يتطلب الجرعة الوقائية من الدواء حتى لا تحدث انتكاسات، وكما ذكرت لك يمكنك أن تعيشي حياة طبيعية جدّاً.

بالنسبة للدراسة لا شك أنك تستشعرين أهمية التعليم، فالعلم نور، والإنسان يمكن أن يفقد أي شيء في هذه الدنيا عدا علمه ودينه، و
كوني حريصة في التحصيل الدراسي، نظمي وقتك وهذا ضروري جدّاً، من حقك أن تأخذي قسطاً كافياً من الراحة، مارسي شيئاً من الرياضة، عليك بالاطلاعات غير الأكاديمية، هذه أيضاً تساعدك كثيراً.

عليك بالتواصل الاجتماعي مع صديقاتك وزميلاتك وقريباتك، ويا حبذا أيضاً لو انضممت إلى إحدى حلقات تدارس القرآن؛ فالأمر كله بيدك وإن شاء الله أمامك فرصة عظيمة، وأنت في عمر حقيقة تتكثف فيه الطاقات النفسية والجسدية، وأنا لا أريدك أبداً أن تنظري إلى نفسك كإنسان معاق، فأنت لست معاقة، إن شاء الله الحياة طيبة ومشرقة وجميلة، وكثير من الناس يتمنى أن يكون في مثل عمرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك كثيراً على هذا التواصل والثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً