الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعرض المستمر لحالات الإغماء

السؤال

بنت أخي عمرها 16 عاماً، منذ أكثر من سنة تتعرض إلى حالة إغماء في حالة الصحيان وفي حالة النوم أيضاً.

عرضناها على أخصائي أعصاب ودماغ وعمل اللازم، وأوضح في البداية أنها تعاني من شحنات زائدة، وفي الفترة الأخيرة أصبح يقول إن الشحنات خفيفة، ولكن الوضع هو نفسي مع العلم أن مدة الإغماء زاد عندها حتى 30 دقيقة، وهي تأخذ حالياً دواء البرانكس يومياً.

هل وضعها نفسي أم عضوي؟ وإلى أي طبيب نذهب فالحالة تزداد وأصبحت بشكل يومي تقريباً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإغماء خاصة لدى البنات في عمر بنت أخيك – حفظها الله – ربما يكون منشأه نفسياً أو عضوياً، ولتحديد نوعية هذا الإغماء يعتمد ذلك على وصف الحالة بدقة، والفحوصات تفيد، ولكن ما يشاهده الإنسان بعينه وينقله إلى الطبيب هذا كثيراً ما يكون هو الوسيلة التشخيصية الوحيدة.

أنت ذكرت أنها تعاني من إغماء في حالة النوم أيضاً، هذا قطعاً إذا كان أمراً مؤكداً هو دليل قاطع على أن حالتها هي حالة عضوية وليست حالة نفسية، بمعنى أنها ربما تكون تعاني من نوع معين من الصرع والذي يوصف بوجود شحنات كهربائية زائدة أو غير منتظمة.

حقيقة كثيراً ما يعاني المريض من الحالتين معاً، أي من تشنجات صرعية حقيقة ومن تشنجات نفسية، والتي تسمى في بعض الأحيان بالتشنجات الهستيرية أو (الصرع الهستيري).

وإن كنت لا أفضل هذه التسمية، وهذه تحصل لدى بعض صغار السن من البنات في حالات الضغوط النفسية، يكون التفاعل انفعالياً جدّاً يؤدي إلى الإغماء وربما إلى شيء من التشنج البسيط.

وتواجد التشنجات النفسية مع التشنجات العصوية في نفس الوقت كثيراً ما يسبب معضلة ومشكلة طبية، ولكن التوجه العام هو أن يُعطى الإنسان العلاج المضاد للصرع، وفي نفس الوقت يتم السعي لحل الصعوبات والمشاكل النفسية وتجنب الحساسيات بقدر المستطاع.

حقيقة الإجابة على سؤالك ليست بالسهلة: هل ما تعاني منه نفسي أم عضوي؟ .. أنا أميل كثيراً إلى أنه عضوي إذا كانت بالفعل تعاني من هذه الحالة في أثناء النوم، وفي مثل هذه الحالة يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للصرع، وهي أدوية فعالة ومفيدة وجيدة جدّاً.

بالنسبة لتخطيط الدماغ لا نستطيع أن نقول أنه غير مفيد، ولكنه ليس بالفحص القاطع، فكثير جدّاً من الذين يعانون من اضطراب في الشحنات الكهربائية - أي يعانون من بؤرة صرعية - قد يكون نتيجة التخطيط فيهم سلبية ولا توضح أي شيء، وحينما يتم إعطاءهم الدواء المضاد للصرع تجد أن استجاباتهم ممتازة جدّاً، لذا يقول الحكماء من الأطباء أن تشخيص الصرع هو رؤية العين، أي ما يشاهده الإنسان بعينه، وقطعاً هذه النوبات لا تتم أمام الأطباء، ولكن في بعض الأحيان نضطر لإدخال المريض إلى المستشفى يومين أو ثلاثة أو أكثر وذلك من أجل أن نقوم بمراقبته فنياً ومهنياً ومن ثم يتم الحصول على التشخيص الصحيح.

الذي أراه هو التواصل مع الطبيب وأنا أكثر ميولاً بأنه يجب أن تعطى العلاج المضاد للصرع على الأقل لمدة عام، كتجربة علاجية وهذا مسموح به جدّاً في الطب، وفي نفس الوقت نقوم بمساندتها نفسياً ونجعلها تعبر عن ذاتها، ولا تكثر عليها الضغوطات؛ لأن الحالة النفسية تلعب دوراً حقيقة في النوبات الصرعية حتى وإن كانت نوبات عضوية وليست نوبات نفسية.

الدواء الذي ذكرته ليس معروفاً لديَّ؛ لأن الاسم هو اسم تجاري، وإذا أعطيتنا الاسم العلمي يمكن أن نفيدك حول هذا الدواء.

إذن: خلاصة الأمر هو أن تتواصلوا مع أخصائي الأعصاب، أرى أن هذا هو الأفضل، وإذا أكد لكم طبيب الأعصاب أن الأمر هو أمر نفسي هنا يكون التواصل مع الطبيب النفسي، والأمر الآخر أن معظم الأطباء النفسيين يتعاملون مع الحالات العصبية أيضاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً