الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلافات الدائمة بين الأصدقاء وتأثيرها السلبي على العلاقة

السؤال

أنا شخص لا يوجد لدي أصدقاء كثر لأسباب متعددة، منها أن أكثر الأشخاص الذين من حولي أخلاقهم سيئة وتفكيرهم غير سوي، ولكني تعرفت على شخص محترم وطيب ويحب الخير لي قبل أن يحبه لنفسه، ويعتبرني أحد أفراد أسرته، وأنا أعزه كثيراً، لكن أفكاره دائماً لا تطابق أفكاري، مما يؤدي إلى الاشتباك بيننا في بعض الأحيان، ولا نعرف كيف نتفق ونكون مرتاحين مع بعض، لدرجة أنه لا يمر موضوع إلا ونتنازع ونتشاجر فيه، ولكن بعد فترة نرجع كأن شيئاً لم يكن، فما هي الأسباب بنظركم؟ وكيف نكون متفاهمين ومرتاحين مع بعض؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان لا يملك بعد إيمانه ودينه أغلى من صديق حسن صالح يذكره بالله إذا نسى ويعينه على طاعة الله إن ذكر، وقد قال عمر رضي الله عنه: (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن)، وعرف أهل النار قيمة الصديق فقالوا: ((فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ))[الشعراء:100-101].

وقد أسعدني رفضك لصداقة الأشرار الغافلين، وقد أحسنت فإن صداقة الأشرار تعدي كما يُعدي الصحيح الأجرب، وإذا وجد المسلم الصديق الصالح المناسب فإن عليه أن يحافظ عليه ويصبر عليه.

وكم تمنينا أن تذكر لنا نموذجاً للمسائل التي يحصل حولها الخلاف دائماً؛ لأن نوعية المشاكل الحاصلة مفتاح لفهم شخصيتك وشخصيته، وبذلك سوف يسهل علينا الوصول إلى حلول، وقد أفرحني سرعة الرجوع لبعضكما، ولكن أتمنى أن لا يحصل خروج عن آداب الإسلام بالسخرية والتحقير والتجهيل والاستهزاء والتعالي ونحوها.

وأرجو أن تعلم أنه لا يمكن أن تحصل علاقة من دون اختلاف في وجهات النظر، ووجود الإنسان في جماعة له ثمن، والمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر على الأذى، وإذا فهم كل منكما شخصية الآخر فإن دائرة القواسم المشتركة تتسع بينكما، فإن في ذلك سبيلا إلى الألفة والقرب، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، وأرجو أن تعلموا أن التعاون على البر والتقوى، والحرص على طاعة الله من أهم ما يؤلف بين القلوب، كما أن المعاصي تعتبر من أكبر أسباب حصول الخلاف والشقاق، حتى قال بعض السلف: (وما جد خلاف بين صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما)، واعلم أن قلبك وقلب صديقك وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقبلها، نسأل الله أن يؤلف بينكما وأن يجمعكما على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا أحمد عمري

    موقع رااااااااااااااااائع جداا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً