الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجوع التأتأة إلى الطفل بعد مرحلة من عدم التأتأة

السؤال

ابني يبلغ من العمر أربع سنوات وثلاثة أشهر، كان يتكلم بشكل طبيعي وبكل طلاقة، لكنه منذ حوالي ستة أشهر بدأ بالتأتأة التي لا أعرف لها سبباً، فالبعض يقول: إنها نتاج مشاكل أسرية، والبعض يقول: نتاج الخوف والغيرة، سيما وأنني أنحبت منذ حوالي ثلاثة أشهر، وأنا في غربة، وعرضه على طبيب مسألة غير مجدية؛ لأن طفلي لا يفهم إلا العربية، وما يؤجج ألمي ومعاناتي أنني ألاحظ أن المشكلة آخذة في التفاقم.
حاولت إدخاله في روضة لكن عمره حال دون ذلك، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك وأن يجعلهم من النجباء والصالحين، وأقول لك بأن هذا الابن -حفظه الله- حدث له ما نسميه بالنكوص النفسي، والنكوص يُقصد به أن يرجع الطفل إلى حالة ارتقائية أو تطورية سابقة، وهذا النكوص وهذا الرجوع سببه واضح جدّاً وهي غيرته من أخيه الأصغر.

هذه الأمور قد تكون طبيعية لدى بعض الأطفال، التغيرات قد تحدث للطفل في شكل تلعثم أو تأتأة، وبعض الأطفال يتكلم بصورة طفولية، بعض الأطفال قد يبدأ في التبول اللاإرادي ليلاً بعد أن كان قد توقف عن التبول الليلي، وهكذا.

ونحن دائماً ننصح الأمهات بأن يكون هنالك نوع من التحضير للطفل إذا كان هنالك مولود متوقع، نجعل الطفل مثلاً يلمس بطن الأم، يخاطب هذا الصغير الذي لم يُولد، ويشعر بأن هذا الصغير حتى بعد أن يُولد لم يقم بتهديده؛ لأن الطفل حين يُولد له أخ أو أخت يحس بشيء من التهديد، يحس بشيء من الخوف أن مكانته والاهتمام به سوف يقل، هذه مشاعر غريزية وفطرية وتتفاوت لدى الأطفال.

إذن التأتأة التي يعاني منها ابننا هذا هي نوع من الاحتجاج، هي نوع من لفت النظر، هي نوع من المطالبة بأن يستأثر بالاهتمام أكثر، الطفل لا يُمثل ولا يتصنع، ومعظم هذه الأمور تكون على مستوى اللاوعي.

الذي أريده منك هو أن تعطيه شيئاً من الاهتمام، واربطي بين هذا الاهتمام وبين أخيه الأصغر، اجعليه يقبل الطفل، اجعليه مثلاً يذهب ويحضر أو يشارك في إحضار البزازة أو أي شيء من متعلقات الطفل، اجعليه مثلاً يُقبله، اجعليه مثلاً يضعه على سريره، وهكذا.

إذن مشاركة الطفل في إدارة شأن أخيه تعتبر وسيلة علاجية جيدة، وفي نفس الوقت نجعل الطفل أيضاً يدخل في نشاطات جديدة، فمثلاً أن نجعله يقضي وقتاً أكثر مع الألعاب ذات الفائدة التعليمية، أن نجعله مثلاً يتعلم أن يرتب ملابسه في خزانة الملابس، هذه الأمور قد تكون صعبة على الطفل، ولكن أيضاً تعلمها ليست بالمستحيل، وهي تجعله يشعر بكينونته.

أما بالنسبة للكلام فيجب أن لا يُنتقد في طريقة كلامه، إنما نجعله يتكلم بصوتٍ عالٍ، نجعله يتكلم بهدوء، واجعليه مثلاً أن يردد خلفك سورة الفاتحة، أو أي من سور القرآن قصيرة، واجعليه أيضاً أن يقوم بتسجيل صوته والاستماع إليه وهكذا، وحين ينطق بصورة جيدة وفاعلة هنا تقومين بتحفيزه وبترغيبه وإعطائه هدية صغيرة مثلاً، وحتى الابتسامة والكلمة اللطيفة واحتضانه وتقبيله يعتبر من المحفزات الجيدة للطفل.

أرجو أن لا تنزعجي وحاولي أن تطبقي الذي ذكرناه لك، وإن شاء الله بالتدريج سوف تجدين أن هذه الظاهرة قد اختفت بإذن الله، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً