الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقات الهاتفية بين الجنسين

السؤال

أحب شخصاً كان سيتقدم لخطبتي، ولكن لظروف تأخّر موعد الخطبة حصلت مشكلة كنت السبب فيها، وقد كنت أتحدث معه في الهاتف فشككت في نيته تجاهي فانزعج مني، وقال لي أن نقطع الكلام في الهاتف إلى حين أن يأتي لخطبتي، فوافقته على ذلك، ولكنه يمر بظروف عصيبة وأخبرني بأنه غير قادر على الزواج، ولكني أحبه وأعرف أنه صادق تجاهي، فكيف أقنعه أني سأنتظره حتى تحل مشاكله؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نحذر شبابنا والفتيات من بناء علاقات عاطفية على رمال الوعود المتحركة، وندعو الجميع إلى الحذر من الوقوع في المخالفات الشرعية؛ لأننا ندفع الثمن غالياً ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63]، ومرحباً بك في موقعك بن آباء وإخوان يسألون الله لك التوفيق والسداد.

وأرجو أن يدرك الجميع أن العلاقة الصادقة الحقيقية هي تلك التي تحصل بعد رباط شرعي فتزداد مع الطاعة لله قوة وثباتاً ورسوخاً، ومن هنا فنحن ندعو كل فتاة تشعر أن شاباً يميل إليها بضرورة أن تطلب منه المجيء للبيوت من أبوابها؛ لأن في هذا اختبارا لصدق الشاب، وفيه فوائد عظيمة للفتاة، بل إنها تكسب ثقة الشاب وثقة أهلها بعد فوزها برضوان ربها، والشاب يحترم الفتاة التي وراءها رجال ويحتقر من تجري خلفه وتقدم له التنازلات، والرجل يجري خلف المرأة التي تلوذ بحجابها وحيائها بعد إيمانها بربها، ويهرب من الفتاة التي تقدم له التنازلات وتتوسع معه في الاتصالات.

ومن هنا فنحن ننصحك بعدم انتظار الشاب المذكور إلا إذا طرق الباب وقابل أهلك الأحباب، وإذا لم يفعل هذه الخطوة فلا ننصحك بانتظار السراب وتفويت الشباب، وتضيع فرص الخطاب، فتمسكي بدينك واحرصي على حيائك والحجاب.

ورغم أنه لم تتضح لنا نوع المشاكل التي يواجهها الشاب إلا أن الوضوح مهم، ولابد من الإجابة على التساؤلات التالية: هل أسرته موافقة على ارتباطه بك؟ وهل أهلك على علم بالعلاقة المذكورة؟ وما هي حدود المكالمات؟ وما هي المشكلة التي حصلت فدفعتكم للتوقف؟ لأن في المشكلة مفتاح لشخصية الشاب ولمستقبل العلاقة، رغم أننا نؤكد رفضنا لأي اتصالات ليس لها غطاء شرعي، مع ضرورة أن تدرك بناتي الفضليات أن الكلام المعسول فن يجيده كل أحد ولكن العبرة بالأفعال.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً