الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري في سن الطفولة

السؤال

هل الوسواس القهري الذي يبدأ في سن الطفولة يكون الأسوأ حالاً؟

وهل يعني هذا أنه لا يشفى أم أنه صعب العلاج؟

هل الشعور بالذنب لارتكاب خطأٍ بسيط والخجل الشديد يعدان من أعراض الوسواس القهري؟



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

يعتبر بعض علماء النفس أن الوسواس القهري يبدأ أصلاً في الطفولة المبكرة، خاصةً لدى الأطفال الذين تنتهج أمهاتهم أسلوباً صارماً في تربيتهم، والتشدد معهم في التحكم في مخارجهم من سن صغيرة (التحكم في البول قبل سن 18 شهر)؛ ولكن المدرسة العلمية الأقوى هي المدرسة السلوكية، التي تعتبر أن الوساوس القهرية شيءٌ مكتسب ومتعلم، والكثير من الأطفال لديهم نوع من النمط السلوكي الوسواسي، مثلاً لا يستطيع الطفل أن ينام إلا إذا وضع لعبته بجانبه، هذه تعتبر سمات وسواسية عادية، وتختفي لوحدها بدون أي تدخل علاجي.

الوسواس القهري بمعناه العلمي المتعارف عليه لا يبدأ قبل سن العاشرة، وليس من الضروري مطلقاً أن يكون هو الأسوأ من ناحية العلاج والشفاء في المستقبل، لكن الوساوس التي تبدأ في سن مبكرة تحتاج للعلاج والاهتمام بها منذ البداية، وهذا بلا شك سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية أفضل، وبفضل من الله أصبح الآن هنالك اكتشافات علمية ساعدت كثيراً في تفهم الوسواس وطبيعته، وأصبح العلاج متيسراً لجميع الأعمار، وتحت كل الظروف.

الشعور بالذنب لارتكاب أبسط الأخطاء، والخجل الشديد لا يعتبران من أعراض الوسواس القهري، إنما في الغالب يكون مردهما لحساسيةٍ في الشخصية، وربما تلعب النشأة الأسرية والاجتماعية دوراً في ذلك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً