الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة لها أخوة سمعتهم سيئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أريد الزواج من إحدى الأخوات الملتزمات التي تقطن معي في نفس الحي، وبعد السؤال عن أسرتها تبين لي أن لديها أخوين يمارسان الرذائل، لكن أحدهما تاب إلى الله، فهل يمكن أن أتزوج هذه الفتاة؟!

علماً بأن كثيراً من أبناء الحي يعلمون ذلك، ولديها أخت متزوجة من أبناء هذا الحي، وعندما سمعت ذلك قلت: (ما ذنب هذه الفتاة؟)، خصوصاً أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، فهل أتركها أم أقدم على الزواج منها؟!
أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة بصلاح حال الفتاة، ولا أظن أننا سنجد فتاة لا عيب فيها ولا في أهلها ولا في معارفها، ومن الذي سلم من النقص، فاجتهد في السؤال عن الفتاة، فإذا تبين لك صلاحها ووجدت في نفسك ميلا إليها فلا تتردد في إكمال المشوار، وأرجو قبل كل هذا أن تصلي صلاة الاستخارة وشاور أهل الخبرة والديانة فإنه لن يندم من يستخير ويستشير.

ونحن ننصحك بأن لا تترك قناعتك الشخصية من أجل رأي الآخرين، وقد يفيدك التعرف على حال أختها المتزوجة في الحي أكثر من أحوال إخوانها الذكور، وفي كل الأحوال تذكر ما أشرت إليه من قولك الذي هو من كلام الله سبحانه: ((وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى))[فاطر:18].

ولا شك أن الزواج من نفس المكان فيه ميزات كبيرة لتشابه الأحوال والعادات والممارسات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالمحافظة على أسرار الناس، علماً بأنه من حق أي إنسان أن يقدم أو يحجم أو تقبل بالفتاة أو يرفضها وهي كذلك، ولكن ليس من حق أي طرف أن يسيء للآخرين، حتى لو وجد عيوبا فإن شريعة الله لا تبيح له نشر تلك العيوب.

فالمطلوب هو حسن الاعتذار واحترام المشاعر والمحافظة على حقوق أهل الإسلام، وحتى بعد الارتباط فإن الله يقول: ((فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ))[البقرة:229]، فلا مجال للإساءة ونشر القيل حتى لو حصل الفراق والطلاق، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً