الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن استغني عنه في عمله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تم الاستغناء عني من العمل الذي كنت فيه، وتم الاستغناء عن آخرين أيضاً، لكن لي زميلان بقيا في العمل بحكم صداقتهما مع المدير ولأن لهما أبناء في المدارس، ورغم أنني لي أيضاً أبناء في المدارس إلا أنهم استغنوا عني، وحين واجهت مديري أقسم بالله أنه لم يخترني شخصياً، بل اختارني شخص آخر رفض البوح باسمه بحجة أسرار العمل، فهل أعفو عنه أم أبلغ المدير العام بالموضوع؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بعدم البحث عن الذي اختارك، ولكننا ندعوك لمحاولة تصحيح الأمور وعلاج ما يمكن علاجه، واطلب مساعدة مديرك بعد اللجوء إلى الله، فإن تمكن في أن يعيدك إلى الخدمة فذلك هو المطلوب، وإن كانت الأخرى فاطلب منه أن يساعدك في مكان آخر.

واعلم أن الأرزاق تتحول من مكان إلى مكان، والإنسان لا يدري أين يكون الخير، ولا تنقطع الأرزاق إلا بموت الإنسان، فلا تلومن أحداً على ما لم يعطك الله، واعلم أن الكون ملك لله ولن يحدث في ملك الله إلا ما أراده الله، وفوض أمرك لله فإنه سبحانه يدافع عن الذين آمنوا.

وارفع شكايتك إلى الله فإن كنت مظلوماً فإن رب العزة والجلال وعدك بالنصر، فاتق الله واصبر واجتهد في الدعاء، ولا يخفى عليك أن الإنسان من حقه أن يطالب بحقه ويحاول، ولكن ليس من حقه أن يقول: لماذا فلان كذا وفلان كذا؟

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله سبحانه وعد الله أهلها بتيسير الأمور، فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4]، وبشرهم بالرزق فقال: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:3]، وعليك بكثرة الاستغفار فإنه مفتاح للرزق والخيرات، كما أرجو أن تكثر من الصلاة والسلام على من بُعث خاتماً للرسل والرسالات، نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يرزقك الرزق الواسع، وأن يلهمك رشدك والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً