الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يمارس الكذب

السؤال

لدي طفل عمره 11 سنة، أحس أنه يكذب كثيراً، قبل أشهر أخذ جهاز سوني الخاص بأبناء عمه وكانوا غير موجودين في المنزل، في البداية أنكر ذلك، وفي الصباح عندما كلمته وأفهمته بأنني لن أضربه اعترف أن الشريط الذي عنده لا يعمل إلا في جهازهم، وفي المدرسة يجمع المصروف الذي أعطيه، ودائماً يكون لديه فائض، وعندما أسأله يقول: إن صديقه أعطاه أو أنه قام ببيع الأطعمة التي يأخذها من المنزل الشيبس أو الشوكولاتة.

علماً بأنه ذكي جداً ومطيع ومجهتد في دراسته ويسمع الكلام، أريد حلاً في تعاملي معه حتى لا يضيع، وفي مناسبة حفل ابن عمه جاء بجائزة قال أن عمته أعطته إياها، وهذه الأيام عندما سألته قال: إن إحدى الحاضرات -الجائزة عبارة عن أكواب زجاجية- قد أعطته إياها؛ لأن أحد الأكواب مكسورة.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أسلوب التحقيق، وكثرة التخويف، ومعاقبة الأطفال عند صدقهم، من أهم ما يحملهم على الكذب، بالإضافة إلى وجود نقص في جرعات الحنان والاهتمام، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأرجو أن تتخذوا معه الخطوات الآتية:

(1) كثرة الدعاء له.

(2) إشباعه عاطفياً.

(3) توفير احتياجاته بقدر المستطاع حتى لا ينظر إلى ما عند الناس.

(4) تشجيعه على الصدق والوضوح.

(5) إظهار الوفاق في المنزل، والاتفاق على خطة موحدة في التوجيه.

(6) زيارته في المدرسة والتعرف على رفقته.

(7) الثناء على تصرفاته الإيجابية، مع الإشارة إلى الجوانب السلبية، شريطة أن يكون ذلك على الطريقة النبوية: "نعم الرجل الصالح لو ترك أخذ الأشياء من الآخرين خفية، "فلان أفضل الناس إذا ترك الكذب".

(8) عدم استخدام كلمة كذب وسرقة، حتى لا نرسخ عنده تلك المعاني، بالإضافة إلى أن الطفل لا يستحضر أبعاد تلك التصرفات، فقد يأخذ أغراض الآخرين لأن حدود الملكية غير واضحة بالنسبة له، وقد يخبر بخلاف الحقيقة اعتماداً على الخيال.

(9) تعويده على شكر من يقدم له هدية، وحبذا لو دربناه على الاعتذار عن قبول الهدايا مع ضرورة أن نوفر له مثلها أو البديل.

(10) محاولة التعرف على حقيقة وصول تلك الأشياء إلى يده؛ لأن هناك فرقا بين أن تعطيه العمة وبين أن يكون هو الطالب، وبين أن يأخذها خفية.

(11) الاقتراب منه وتوفير الأمن والحماية والاهتمام له.

(12) تربيته على القيم الفاضلة، ومراقبته عند الخروج والدخول، مع ضرورة أن لا يكون ذلك على الطريقة البوليسية.

(13) التعبير له عن حبكم بالكلام وبالنظرات واللمسات والتصرفات.

(14) الإقبال عليه عند محاورته والنظر في عينيه والمسح على رأسه.

(15) لا تظهروا الانزعاج الزائد، واجعلوا الموضوع في أضيق دائرة.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بالحرص على أن تكونوا قدوة صالحة، ولا تذكروه بأخطاء الماضي، واحرصوا على الثناء على كل خطوة في الاتجاه الصحيح، ولو كانت قليلة؛ فإن في ذلك تشجيعا له على الخير.

نسأل الله الهداية للجميع، وشكراً على التواصل مع الموقع، وعلى الاهتمام بالموضوع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • كندا ام خالد

    بارك الله بكم على هذه النصائح الغالية.
    و

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً