الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العودة لتعاطي دواء الزيروكسات لمعالجة الاكتئاب بعد التوقف عنه، ما رأيكم؟

السؤال

أفيدكم بأني استعملت عقار الزيروكسات لمدة عامين ونصف، ولما زالت أعراض الاكتئاب توقفت عنه تدريجياً بتقليل الجرعة من 50 ملجم يومياً إلى 25 ملجم، ومن ثم إلى 12.5 ملجم، ولكن بعد انقطاع دام لمدة ستة أشهر بدأت أعراض الاكتئاب تعود إليَّ من جديد؛ بسبب أن عملي التجاري قد سبب لي خسارات فادحة، وأحرجني مع شركائي السعوديين، وهم يثقون فيّ ثقة عمياء، وهذا ما يجعلني أشعر بخيبة أمل كبيرة، وأصبحت متشائماً وخائفاً ومتردداً في الدخول في أي مشروع تجاري، فاضطررت لمعاودة تناوله مع عقار داينكسيت حبتين في اليوم.

فأرجو الإفادة، هل المعاودة ستكون ناجحة أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abualsamawal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً.

ما تتحدث عنه هو تفاعل ظرفي، بمعنى أنك قد تفاعلت نفسياً بصورة واضحة نسبة لما ألم بك من خسارة مالية في عملك التجاري، ويظهر أنه لديك الاستعداد في الأصل للاكتئاب النفسي والقلق والتوتر، وفقدان القدرة على التكيف.

ما حدث لك من خسارة مالية نسأل الله تعالى أن يخلف عليك خيراً منها، والمال يأتي ويذهب، وهذه سنة من سنن الحياة، فاجتهد وثابر ولا تيأس أبداً، ويمكنك أن تبدأ بداية جديدة، وتستفيد من العثرات السابقة، وعليك بالثقة في الله أولاً ثم في نفسك، والتخطيط السليم من أجل النجاح فيما تود القيام به من مشاريع.

بالنسبة للمعاودة على تناول الدواء، فإن هذا قرار صحيح، والزيروكسات دواء جيد وفعّال، ومن الواضح أنه سوف يفيدك من الناحية العلاجية، وكذلك من الناحية الوقائية، حيث إنك عرضة للاكتئاب، والشعور بالضجر، وعسر المزاج، وفقدان الطاقات النفسية، وربما الجسدية أيضاً. وعليه أقر تماماً وأُثني على قرارك الذي اتخذته بتناول الزيروكسات، فأرجو أن تستمر عليه، وهو يعتبر العلاج الأساسي.

أما بالنسبة لعلاج (داينكسيت) الذي تتناوله، فلا بأس في ذلك، حيث إنه عقار جيد لعلاج القلق، وفي نفس الوقت ربما يكون مدعماً فاعلاً لعمل الزيروكسات.

فاستمر على بركة الله في تناول العلاج، -وإن شاء الله- سيكون ناجعاً جدّاً، حيث إن الزيروكسات ليس من الأدوية الذي يعرف عنها (ظاهرة الإطاقة)، وهذه الظاهرة نعني بها أن بعض الأشخاص إذا تناول الدواء لفترة معينة، واستفاد منه، ثم توقف عن الدواء، ربما لا يستفيد منه في المرة الثانية، وذلك لأن المرسلات العصبية تكون في حالة خمول، وجمود ولا تتفاعل مع الدواء، هذا يحدث مع بعض الأدوية، ولكن هذه الظاهرة لا نشاهدها في حالة الزيروكسات.

إذن: سيكون الدواء مفيداً لك، وسوف تكون له فعاليته، فقط أرجو أن تلتزم بالعلاج، وأرجو أن تلتزم بالجرعة الصحيحة التي تناولتها في المرة السابقة، ويفضل بالطبع أن تصل إلى الجرعة العلاجية وهي خمسون مليجرام في اليوم، وعليك بالطبع أن تصبر على فعالية الدواء، فهذا قد يستغرق ثلاثة إلى أربعة أسابيع.

إذن: الأمر كله يعتمد على مدى التزامك بالدواء، فأرجو أن تستمر عليه، -وإن شاء الله- سوف يكون ناجحاً وناجعاً جدّاً، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً كثيراً.

وبالله التوفيق.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً