الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي لا يحترمون رغبتي في الزواج، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق أن استشرتكم في سؤال يتمحور حول رفض أبي الزواج ممن أريد، وقد لجأت لعدة وسائل لكي أحظى برضاه، ومن بين الوسائل أني طلبت من جدتي أن تتحدث معه، وقد فعلت لكنه لم يجبها الا بالرفض بدعوى أن الشخص المتقدم غير مستقر في عمله.

وقد كتبت له رسالة تضمنت محتوى جيداً ومعززا بالأحاديث والآيات القرآنية، وقد رفض قراءتها في بادئ الأمر، ومع إصراري قبل وكان جوابه أن أنتظر جوابه بعد سبعة أيام، وفي اليوم الثالث قرأت له الرسالة التي كتبتها لكم على الموقع والجواب الذي ذكرتموه لي.

وبعد أن مرت تسعة أيام سألته عن رده فقال إنه ما زال يبحث في الأمر، وأشعر بضيق شديد مع كل يوم تأخير، فأنا أريد تأسيس حياتي والارتياح من هذا القلق الذي أعيشه كل يوم، فهل ما يفعله أبي معي صحيح أم خطأ؟!

علماً بأني أخبرته أني مستعدة لتحمل مسؤوليتي وأنني لن أتزوج غير هذا الشاب، وكان عليه أن ييسير لنا الطريق، وأن يكون لنا عوناً ولو بالكلام الطيب والصدر الرحب، فهل كنت مخطئة مع أبي أم أنا على صواب لأني أريد أن أكون عفيفة ولا أغضب الله؟!

ودمتم في خدمة المجتمع الإسلامي وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك على الخير الصواب، ونسأل الله أن يفتح قلب والدك وأهلك الأحباب، وأن يهيء لك حياة العفة والستر والحجاب، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير.

ونحن في الحقيقة معجبون بطريقتك ووسائلك في إقناعهم، وننصحك بزيادة البر لهم وتكرار المحاولات مع ضرورة إزالة المخاوف، وأرجو أن تخفي أخبار العلاقة السابقة عن الجميع، ونتمنى أن يكرر الشاب المحاولات وأن يُدخل أصحاب الوجاهات، فإنه لابد لمكثر القرع للأبواب أن يلجا، ولن يضيع حق وراءه مطالب.

وحبذا لو شكرنا والدك على حرصه واهتمامه فإنه يقصد مصلحته، ولكنه أخطأ الطريق، وفات عليه أن شريعة الله تجعل هذا الأمر بيد الفتاة، وأن دور الآباء والأمهات مجرد توجيه وإرشاد، وليت الآباء والأمهات أدركوا أنهم قد ينجحون في اختيار أثواب أو طعام لأبنائهم ولكنهم قد لا ينجحون في اختيار شريك يسعدهم، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن أقول لوالدك ما يلي: لا تقف في طريق ابنتك العزيزة، واعلم أن الحياة فرص، وخير لك أن تشهد زواج ابنتك وتسعد بأطفالها، ولو أن الأبناء والبنات يضمنون حياة الآباء والأمهات لما فكروا في الزواج، ولكن هكذا تمضي الحياة يجتمع الناس فيها ويتفرقون، ولا يخفى عليك والدنا الكريم أن شريعة الله تجعل أمر الفتاة لها وحدها بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا مكان للعضل والمنع طالما كان الشاب صاحب دين وأخلاق ورضيت به الفتاة، ومن هنا فنحن نتمنى أن تيسر أمر زواجها وبارك الله فيك وحفظك لها وسدد خطاك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً