الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر للنساء بعد الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا متزوج من امرأة واحدة، وقبل الزواج لم تكن لي علاقات صداقة مع الفتيات، ولكن بعد الزواج بسنة واحدة أصبحت مبتلى بحب البنات لدرجة ما تتصوّر، وحاولت قفل أبواب المشكلة بالبعد عن المواطن التي يكون فيها وجود للفتيات مثل الأسواق، وغيرها من الطرق الكثيرة، ولكن كل هذا لم يجد في حل مشكلتي، وهي النظر إليها إن صادفتها، وإن نادتني إحداهن أجبتها من غير شعور، علماً بأن نظري إليها من غير إرادة مني .


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الأخ الفاضل/ نايف عبد الله .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

اعلم - أخي الفاضل - أن هذا الذي يحدث لك الآن من نظرك للنساء وشعورك بالميل إليهن يحدث لكثير من الرجال الذين يعانون من برودة في العلاقة الزوجية؛ لأن الغالب أن يكون ذلك قبل الزواج حيث الحرمان وعدم إشباع الرغبة، أما بعد الزواج فهو من الحالات غير الطبيعية والتي تدل على خلل أسري، كما تدل على ضعف إيمانك، وأرجو المعذرة، ولذلك أوصيك بمواصلة قفل أبواب المشكلة، والبعد عن مواطن الفتن ووجود النساء، فهذا من العلاج.
وأوصيك أيضاً: بغض البصر تنفيذاً لأوامر الله تعالى.

وأن تعلم أن النظر إلى غير زوجتك من النساء حرام عليك، وكما أنك لا تحب أن ينظر أحد إلى أهلك فلا تنظر أنت إلى أهل غيرك، ولا تنس أن قصاص الله من عبده العاصي في الدنيا وارد، فقد يبتليك الله في أهلك والعياذ بالله بسبب عدم خوفك أو حيائك منه، وقد يحدث ما هو أعظم من النظر، عافانا الله وإياك من ذلك، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عفوا تعف نساؤكم)) وقال الشافعي رحمه الله:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليق بمسلم

وقبل هذا وبعده ابحث عن الأسباب التي أدت بك إلى ذلك وحاول علاجها في بيتك مع زوجتك؛ لأن هذا اتهام لها بعدم إشباعها لرغباتك، أو دليل على عجزها عن احتوائك، أو دليل على نقص فيك، فعليك بالدعاء مع الأخذ بالأسباب التي ذكرتها لك، وثق من أن الله سيكون معك دائماً، ولن يتخلى عنك فاحرص على أن تريه من نفسك خيراً.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً