الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يرفض أن ينام وحده في سريره

السؤال

السلام عليكم.

طفلي عمره سنة واحدة، يرفض أن ينام في سريره، وعندما أضعه فيه يبدأ بالبكاء والصراخ بشكل فظيع، ولا يقبل أن ينام إلا معي بين يدي، ويرفض سريره أيضاً بعد نومه على يدي، فساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم نبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل تعود وتطبع أن يكون دائماً معك وبين يديك، ولذا يرفض بل يحتاج أن يكون وحده في سريره، وهذا سلوك مكتسب، بمعنى أن الطفل لم يتعود عليه ولم يدرب عليه بعد انقضاء ستة أشهر من عمره، وهذا هو العمر الحرج الذي من بعده ربما يجد الأبوين صعوبة في إبقاء الطفل وحده على سريره.

وأرجو أن لا تنزعجي لأن السلوك لدى الأطفال مهما كان نوعه يمكن أن يُعدل إلى السلوك المرغوب، ولكن الأمر يعتمد على المثابرة وعلى الصبر من جانبك.

وأنصحك بأن تضعي الطفل على سريره وأن تظلي بجانبه، وضعي كرسياً بالقرب من سريره واجلسي بجواره فترة، ولا تدعي الطفل يأتي ويكون بين يديك مهما احتج ومهما صرخَ، دعيه في السرير واجلسي بجانبه لعشر دقائق، وبعد ذلك ابتعدي عنه قليلاً، وانظري إليه من مسافة وقومي بمداعبته وملاطفته وأنت على بُعد منه، ودعيه يصرخ ويبكي ويحتج، وكرري ذلك ثلاث إلى أربع مرات في اليوم.

والتمرين الثاني يتمثل في أن تتركي الطفل وحده على السرير مع إعطائه لعبة أو شيئاً مفضلاً لديه، واجعليه ينشغل بهذه اللعبة، وتكوني أنت على مسافة منه، بحيث يستطيع مشاهدتك، هذا أيضاً يكرر عدة مرات يوميّاً.

وبعد ذلك يأتي التمرين الثالث وهو أن تضعيه في السرير وهو مستيقظ، وتحاولي أن تجعليه ينام وهو في السرير وليس بين يديك، وبعد أن ينام تغادري المكان وتتركيه وحده.

هذه هي التمارين السيكولوجية المعروفة، وهي ليست صعبة التطبيق، ولكن لا بد أن يكون هناك التزام وصبر من جانبك، وحين يظل الطفل على سريره يجب مكافأته وذلك باحتضانه وتقبيله وكل أنواع الملاطفات التي تقوم بها الأم نحو طفلها.

والمقصود من كل هذه التمارين هو أن يدرب الطفل تدريجياً على أن يبقى في سريره، وإذا كان له أخ أو أخت أكبر منه قليلاً ضعي سرير الطفل الآخر قرب سرير هذا الطفل، واجعلي الطفل الآخر ينام وحده، واجعلي ابنك هذا يشاهد أخاه أو أخته، فالتقليد واتخاذ القدوة هو أيضاً من المناهج السلوكية الجيدة والمعروفة.

وإذا كان لا يوجد لديه إخوة فيمكن إحضار دمية كبيرة في شكل طفل وإحضار سرير صغير لهذه الدمية ووضعها في السرير كأنها نائمة، واجعلي الطفل ينظر إليها ويحاول هو أن يداعب الدمية ويجعلها تنام على سريرها، فهذا أيضاً يبني في نفس الطفل القناعة بأن الوضع السليم والصحيح هو أن ينام وحده في سريره وهكذا.

أرجو تطبيق هذه التمارين بكل صبر وانتظام، وهي تقوم على أسس علمية معروفة، ولا تنزعجي أبداً، فإن هذا السلوك إن شاء الله سوف يعدل، فهو سلوك مكتسب ومتعلم ويمكن للسلوك المكتسب والمتعلم أن يتغير إلى سلوك مضاد إذا دربنا عليه الطفل بالتدرج وبصبر وبانتظام.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس أسماء بن عمر

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً