الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة القلق حول شكل الذات

السؤال

وجهي نحيف جداً وأشبه بوجوه المجرمين، فهل يوجد أمل أن أجعل وجهي ممتلئاً ونضراً ووجه طاعة؟ وكيف يحدث ذلك إذا كان هناك أمل أصلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان مجموعة أجزاء، هذه الأجزاء تكون الكل، والكل دائماً أعظم وأفضل من الأجزاء، والإنسان حين يقيم نفسه بهذه الطريقة السالبة، أي أن أحد أجزاء جسده ليست بالطريقة المرضية، أعتقد أنه يكون قد ظلم نفسه كثيراً؛ لأنه لم يعتبر الكل إنما اعتبر الجزئيات، وهذا إذا فرضنا فعلاً أن وجهك نحيف للدرجة التي وصفتها بأنه يشبه وجوه المجرمين، فالإنسان يقاس بكله، يقاس بأخلاقه، بسلوكه، بتواصله، بقوة إيمانه، برصيده من التقوى، الإنسان لا يقاس بهذه الطريقة التي أشرت إليه، فأرجو أن تصحح مفهومك حول نفسك.

ثانياً: نحن لدينا في علوم النفس والسلوك بعض الأشخاص قد يسيئون تقدير شكلهم، وتأتينا الكثير من الحالات محولة من أطباء التجميل مثلاً، فإن هنالك من يتقدم إلى أطباء التجميل يريد أن يغير شكل أنفه أو فكه أو غير ذلك، بحجة أن الشكل ليس مقبولاً أو أنه مشوه أو شيء من هذا القبيل، وحين نقيم الحالة نجد أن الإنسان طبيعي جدّاً ومعقول جدّاً، وهو في حدود الاختلافات البسيطة الموجودة بين بني البشر، فأنا لا أريدك أن توقع نفسك في هذا النوع من التوهم المرضي الذي يؤدي إلى ما نسميه بعقدة الدونية، اقبل نفسك كما خلقك الله تعالى، واحكم على نفسك بسلوكك وبأخلاقك، وليس بشكلك، ذلك إذا أخذنا أنه فعلاً توجد علة في شكل وجهك، وإن كنت قد لا أتفق معك في ذلك.

الأمر الآخر وهو أنك ذكرت أن وجهك يشبه وجوه المجرمين، وأنا أقول لك: إن الدراسات لم تحدد شكلاً معيناً للمجرمين، كانت هنالك دراسات أجراها العالم (لمبروزو) وهو عالم إيطالي معروف، أشار في دراساته أن الذين يدخلون في ساحة المجرمين تميزهم سمات معينة يتوارثونها من آبائهم، مثلاً تحدث عن أن أسنانهم تكون بارزة، أنوفهم تكون صغيرة، الفك الأسفل يكون بالنسبة لهم متضخم وبارز، كما أن الأذنين تكون في موضع أسفل مما هو معتاد، وهكذا، لكن كل هذا الذي ذكره لمبروزو لم يثبت صحته أبداً، فإذن لا نستطيع أن نقول بأن هنالك وجه مجرم ووجه غير مجرم.

أخي الكريم: انظر إلى نفسك بقبول، ومحبة، واعتبار، إذا كنت قليل الوزن بصفة عامة حاول أن تحسن من وزنك، بأن تتناول كميات من الطعام ذات سعرات حرارية عالية، وحاول أن تمارس الرياضة، ويا أخي الوجوه تنضر بطاعة الله، فأكثر من طاعة الله وأكثر من التواصل مع الخيرين والطيبين، وتبسم في وجوه إخوتك حين تحييهم، هذا يصرف عنك -إن شاء الله- هذا الذي تتوجس وتوسوس حياله.

أنا حقيقة أعطي أدوية في مثل هذا النوع من القلق حول شكل الذات، ومن الأدوية الطيبة التي أصفها عقار يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجراماً صباحاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، وهذا الدواء يقضي على القلق من هذا النوع، كما أنه يحسن -إن شاء الله- من وزنك ومن مظهرك العام.

يوجد دواء بديل آخر يعرف تجارياً باسم (أوراب Orap) ويعرف علمياً باسم (بيموزايد Pimozide)، إذا لم تتحصل على الدوجماتيل، يمكنك أن تتناول الأوراب بجرعة اثنين مليجرام يومياً لمدة خمسة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا في إسلام ويب.

وللفائدة يرجى قراءة الاستشارات حول وسائل تقوية الإيمان:
(240748 - 231202 - 278059 - 278495).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً