الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس الدينية بعد التوبة وعلاقتها بالشيطان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على جهودكم المبذولة في مساعدة الآخرين بارك الله بكم ونفع الإسلام بكم.
أنا فتاة في بداية الالتزام ولله الحمد منذ أن بدأت الالتزام وأنا أشعر بوساوس غريبة وأسئلة كثيرة تدور في رأسي مثل من خلق الله؟ وكيف استطاع أن يخلقنا؟ وأسئلة كثيرة من هذا النحو، وقرأت حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الوساوس ويجب علينا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ولكني دائماً أسأل هذه الأسئلة وأحياناً أعتقد أني كافرة وأحياناً عندما اقرأ القرآن أسأل نفسي لماذا كتب الله هذا ولماذا يعلم ما في السماوات والأرض؟ وأحياناً أتخيل أني سأتعذب في القبر وسأدخل النار لأنه لا حظ لي، ودائماً أتشاءم من نفسي. أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

الحمد الذي هدانا وهداك، ونسأله لنا ولك الثبات حتى الممات.

والشيطان يحزن عندما نتوب إلى الله ونرجع إليه سبحانه، ويجتهد في وضع العراقيل في طريق العائدين إلى الله، وقد قطع العدو على نفسه عهداً بأن يقعد في طريق السائرين على الصراط المستقيم، ليزيد من عدد أصحاب الجحيم والعياذ بالله.

ولا شك أن هذه الوساوس تكثر في بداية العودة (وأسأل الله أن يثبتك) والحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة، وهذا عجز من هذا العدو، وكيد الشيطان ضعيف والله لا يحاسبنا على هذه الخواطر إلا إذا تحولت إلى عزيمة وعمل، ولذلك التوجيه الشرعي أن يكف الإنسان عن تسلسل هذه الخواطر، ويقول آمنت بالله، ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويشغل نفسه بما كلف به وخلق لأجله، وهذه الأسئلة فوق قدراتنا والله اللطيف لم يكلفنا بالبحث فيها، وحيل العدو لا تنتهي فإذا لم يستجب الإنسان اه جاء من باب آخر ليدخل اليأس إلى نفسه، ويذكره بماضيه وذنوبه، فلا تنسي يا أختي – بأن الله هو الغفور الرحيم، فأحسني الظن بالله، وأكثري من ذكره وتلاوة كتابه، وعندنا سوف ينصرف هذا العدو ويخنس.

وطريق العودة إلى الله محفوف بكثير من الصعاب، وهذه طريق الجنة وقد حفت بالمكاره .

وأبشري بتوبة الله عليك وهي بإذن الله دليل على حبه لك، والله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولا مجال للتشاؤم فالمسلم يتوكل على الله ويتفاءل الخير دائماً، ولا يقول حظي سيئ وهذه عبارات علينا أن نتجنبها، فالمؤمن يؤمن بالقضاء والقدر ويرضى بحكم الله، ولن يحدث في كونه سبحانه إلا ما أراده، فتعوذي -يا أختي- من الشيطان وأكثري من ذكر الرحمن وتلاوة القرآن ومجالسة الصالحات، واهجري رفقة السوء.

وأسأل الله لك السداد والثبات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً