الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسالة لمن يحب الإسلام ولكن لا يصلي.

السؤال

السلام عليكم.

إخواني: أنا شابٌ أحب الإسلام حباً جماً، وعندما أقعد مع نفسي أسأل نفسي عن حب الدين أجدني أحبه جداً، ولكني لا أستطيع الصلاة، مع العلم أني لا أفعل الكبائر، ولكني لا أصلي، خائف أقابل ربي وأنا على هذه المعصية، مع أنني مطلع على الأمور الدينية، ولكن الكسل والشيطان ورائي بالمرصاد، وعندما أفعل أي خير أحس أنني أنافق الناس، أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يشرح صدرك للإسلام، وأن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعل الصلاة قرة عينك ومهجة فؤادك، وأن يجعلك من أهل الجماعات وقيام الليل لرب العالمين جل جلاله.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فاحمدِ الله على أنك تحب الإسلام إلى هذا الحد، وهذه علامة خير وتوفيق، ولكن دعني أسألك هذا السؤال: لو أن شخصاً قال لك: إني أحبك حباً شديداً فطلبت منه أداء عمل ما فلم يقم به، ثم طلبت ثاني وثالث وعاشر مما هو قادر على فعله بسهولة ولم يستجب لك، هل يا ترى سيكون هذا الشخص صادق في محبتك؟ وهل ستعتبره من أحبابك وأعز الناس عندك ؟ لا أعتقد ذلك أبداً، وأنا واثقٌ من أنك ستعتبره منافقا وكذابا وليس صادق في محبتك، ولذلك قال الشاعر قديماً:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لم يحب مطيع

فالمطلوب أن تقيم الدليل على صدق هذه المحبة، وإلا كانت مجرد عاطفة لا قيمة لها ولا وزن، ولن تغني عنك من الله شيئاً، وأنا أعرف أن رياضة الكونج فو رياضة الإرادة والعزيمة والتحكم في الذات، فلماذا يا ترى -كابتن إسماعيل- وفقت في هذه الرياضة الشديدة ولم توفق في هذه الرياضة السهلة الميسورة؟!

أرى أنك في حاجةٍ إلى إعادة النظر وبسرعة؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأن الصلاة إذا كانت كاملة كمل سائر عمل العبد يوم القيامة، وإذا كانت ناقصة نقص سائر عمله، فأمرها خطير وشأنها عظيم، ولتقوية العزيمة عليها اتفق مع بعض الصالحين أن يذكرك بها، خاصةً صلاة الفجر، وصاحب الأخيار أهل الصلاح والديانة؛ فإنهم يعينونك عليها بإذن الله، واحرص على حضور المحاضرات الدينية واستماع الأشرطة الإسلامية المفيدة، خاصةً شريط (لماذا لا تصلي) للشيخ محمد حسين يعقوب، وأكثر من الدعاء أن يشرح الله صدرك لها، وأن يعينك عليها، وضعها على قائمة أولوياتك، واجعلها مسألة حياة أو موت، وإن شاء الله ستعان عليها، وتكون من أهلها المحافظين عليها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً