التخوف من فارق السن بين الرجل والمرأة عند الرغبة في الارتباط
2006-07-05 11:10:49 | إسلام ويب
السؤال:
لابد من تعثر الخطوات ولكن عندما ترى أن كلا الجنسين هاما حباً لا أعتقد أن المشكلة لا تحل! مشكلة لا تنفك تطارد مخيلتي لن أقبل إلا بها، وهي كذلك، لم نتناقش ولكن نظراتي ونظراتها حب خفي، ثم إني عندما أراها ترتبك ويصيبني شيء من ذلك، هي حلمي لأنها الشخصية التي حلمت بها، ليس لجمال وجهها ولكن لشخصيتها التي في الحقيقة لم يمر علي فتاة في مثل سنها، شخصيتها رائعة جداً، أحبها، لم يحدث أي نوع من الكلام بيننا، ولكن الخجل هو الحائل من التقدم للخطبة، وكذا مشكلة الآخرين ألا وهو فارق السن.
ثم زواج الإنسان من امرأة أخرى ليس له بها سابق عهد، أقصد أنه لم يرها في جامعة أو في الأماكن العامة، فلا يستطيع أن ينسى تلك التي أخذت عقله برجاحتها وشخصيتها المنيرة، حقاً هنالك الكثير ممن يشكون من هذا الأمر، يتزوج فتاة ولكنه لا يستطيع أن ينسى من أحبها، وكذلك الفتاة، وأعتقد أن الفتاة أشد بعاطفتها فلن تنسى من أحبته فتعيش مع زوجها مقهورة ومجبرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ ع.ب.د حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يغفر الذنوب وأن يستر العيوب.
فإن المسلم إذا رأى في الفتاة ما يدعوه للارتباط بها، عليه أن يطرق باب أهلها ويطلب يدها، فإذا تمت الموافقة فإن عليه أن يجتهد في إعداد ما يستطيع لإكمال المراسيم، مع ضرورة أن يعرف أهل الإسلام أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج،لا تتيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.
ولكني أريد أن أقول: إن مجرد النظرات المتبادلة لا تكفي، وقد تدل على مجرد الإعجاب، والصواب أن لا نستعجل على دين الفتاة، ونقف على أحوال أسرتها، فقد تكون حسناء ولكن المنبت سيئ، وقد تعجب الفتاة بشكل الفتى ثم يتبين لها أنه متعطل متبطل لا يستطيع تحمل المسئوليات، إلى غير ذلك من المنغصات.
ولا يخفى عليك أن شريعتنا أمرت الجميع بغض البصر، وإذا عزم الشاب على الزواج فإن الشريعة تأمره بأن ينظر إلى من يرغب في خطبتها، بل وله أن يدقق في النظر، أما أن يظل الشاب يقلب بصره في الغاديات والرائحات، فذلك ما لا ترضاه الشريعة، ولا يجلب لصاحبه إلا الآهات والحسرات، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طـرفـــــك رائــــــداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عـن بـعـضـه أنـت صـابـر
ولا أظن أن فارق السن مشكلة إذا حصل التوافق، وكان الانطباع الأول إيجابياً، وليس التعادل في العمر شرطاً للسعادة الزوجية، ولكنه مما يساعد عليها، وقد وجدت أسر كثيرة سعيدة رغم الفارق الكبير.
وإذا توسع الإنسان في باب العواطف فإن ذلك سيكون خصماً على سعادته، وهو لون من العقوبة والعياذ بالله.
وأرجو أن تتذكر بأن الحب الحقيقي هو ما كان بعد الرباط الشرعي، وما سواه لا يعدو أن يكون سوى مجاملات وشهوات وإظهار للمحاسن وإخفاء للعيوب والسلبيات.
ونسأل الله لشبابنا السداد والرشاد.