ما يلزم الزوجة تجاه والدة الزوج من البر والإحسان

2002-10-07 00:44:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف كيف أبدأ السؤال ولكن يوجد بعض الخواطر لدي ولا أعرف كيفية التعامل معها، أهمها هي زوجي ووالدته ووالدتي.

إن زوجي يعتبر من الأبناء المطيعة والبارة لوالدته وذلك شيء لا يضايقني، إنما ما يضايقني هو أنه يطلب مني القيام نحو والدته بأشياء لا يقبل أن أقوم بها نحو والدتي (مع الأخذ في الاعتبار أن والدتي مريضة)، ويقول لي دائماً أنه لدي والدتي ابن وزوج أما والدته فليس لديها زوج رغم وجود ابنة لها تقوم لها بأشياء كثيرة، ولقد حدث بيننا مشكلة كبيرة (زوجي وأنا) وكان السبب هو والدته ومنذ ذلك الحين وأنا لا أستطيع أن أصفو لها، ولا يمكن أن أعبر لزوجي عن ذلك رغم أنه ما زال يطالبني بأن أقوم بكل ما يطلبه مني نحوها، ومن تلك الأشياء ذهابنا يوم الجمعة لها من قبل الصلاة إلى الساعة 2 من صباح ثاني يوم، ولقد بدأ يؤدي ذلك معي إلى وجود قولون عصبي يصيببني من يوم الخميس.

أنا لا أريد من زوجي أن يقطع علاقته بها، ولا أن أقطع أنا علاقتي بها، ولكني أريد أن أتقبل ما يطلبه بصدر رحب ولكن لا أعرف ماذا أفعل.

أرجو الوصول إلى رقم هاتف لسيدة من ذوات العلم في الدين لوجود بعض الأسئلة التي أود طرحها ولكن لا أقدر أن أكتبها أو أن أتصل بدار الإفتاء.

جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

بداية أسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك بر أولادك بك عندما تكبرين كما رزق زوجك هذه النعمة، وألا يحرمك برهم وإحسانهم وتقديرهم واحترامهم لك، وحرصهم على راحتك وإسعادك. اللهم آمين .

الأخت الكريمة - داليا - : جميل جداً أن نسمع أو نرى أن هناك من الناس من لا يزال في هذا المستوى من البر والإحسان بوالديه، فهذه أصبحت الآن عملة شبه نادرة وللأسف مع السعار المادي، والانغماس في الدنيا في كثير من الأبناء نسي كثير من الأبناء واجبهم تجاه الآباء والأمهات، الذين هم سبب وجودهم الأول بعد المولى عز وجل .

وبالنسبة للمشكلة المذكورة فأنا أتصور أن زوجك لعله قد فهم خطأً أنه من الواجب عليك شرعاً خدمة أمه والإحسان إليها، هذا هو تصوري للمشكلة، ولعله لا يعرف أن هذا البر والإحسان منك إنما هو أمر غير مفروض عليك شرعاً، وإنما تقومين به إكراماً له، وإعانة له على بره بأمه.

وأعتقد أن هذا التصور هو أساس المشكلة، لذا أقول : بأن هذه المسألة أمر لا يحتاج إلى علاج علمي وشرعي مع زوجك، وذلك حتى لا يحدث خلاف مرة أخرى، ومن الممكن الاستعانة في ذلك بسؤال بعض أهل العلم عن حكم خدمة الزوجة لأم زوجها، وهل هو من المفروض أو المستحب؟

ثانياً: أقول للأخت - داليا - : أنا معك بأن خدمتها غير واجبة عليك، ولكن أليس يسرك أن يكون زوجك سعيداً وراضيا عنك ؟
بالطبع نعم وألف نعم، إذن قدر من الصبر والتضحية يجعل السعادة لا تفارق منزلكما .

ثالثاً: ألا تعلمين أن إكرام ذي الشيبة المسلم من دين الله، وأن لك بذلك أجراً عظيماً؟ لقد أدخل الله رجلاً الجنة لأنه سقى كلباً - أجلك الله - فشكر الله له وغفر له وأدخله الجنة، ثلاث مكافآت.

أنسيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في كل ذي كبد رطبة) أجر فالإحسان إلى الحيوان له أجره وثوابه عند الله، فما بالك بالإحسان إلى الإنسان المسلم، وما بالك بالإحسان إلى شخص عزيز على زوجك الذي هو بالطبع غالٍ عندك وعزيز لديك

نعم ليس مفروضاً شرعاً عليك خدمتها، ولكن هناك من الأجور والثواب ما لا ينبغي لك أن تضيعيه أبداً، هناك مشاعر ينبغي لك أن تحافظي عليها؛ لأنها عزيزة عليك ألا وهو مشاعر زوجك .

هناك قيمة يجب أن نضحي من أجلها لأننا سنجدها عندما نكبر، وهي غرس هذه المعاملة في ذاكرة أولادنا حتى لا نحرم منها عند حاجتنا إليها .

فإذا ما كان موعد الزيارة فتوجهي إلى الله بالدعاء أن يشرح صدرك وأن ييسر الأمر عليك، وأن يجعل الزيارة متعة لا عذاب ومشقة، وأن يجعل خدمتك لها خالصة لوجهه الكريم، وألا يحرمك أجرها وثوابها، وأن يجعلها في أولادك معك . عندها ستجدين نفسك مستريحة غاية الراحة ولن تعاني من القولون العصبي أو غيره؛ لأن معك القوي الذي لا يغلب سبحانه .

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، والأجر العظيم من رب الأرض والسماوات.

www.islamweb.net