مهندس يعيش الحياة كمحارب لأعداء لا يراهم
2004-05-22 11:46:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من عون ونصح، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
منذ عدة سنوات وأنا أعاني من ظروف وتقلبات غير عادية في حياتي، أعاقتني كثيراً وأحالت حياتي جحيماً، بذلت أقصى ما بوسعي لأحارب هذه المعوقات وبفضل الله وعونه أصبحت مهندساً معمارياً، وبذلت مجهوداً أكبر لكي أعمل وما زلت أجاهد لكي أحافظ على نجاحي في العمل الذي يقابل دائماً بنفس المعوقات التي تعودتها طوال حياتي وكأنني أواجه حرباً خفية لا أرى أعدائي فيها، بينما هم يرونني جيداً ويجيدون التصويب نحوي، لا أبالغ يا سيدي عندما أقول ذلك فأنا أكتب إليك الآن وأنا منهك القوى، كمحاربٍ خارت قواه بعد معارك شرسة لسنوات طويلة في جبهة غير محددة المعالم.
أرجو المعذرة لإطالتي ولكنني تقريباً رويت لكم باختصار قصة حياتي حتى تاريخ اليوم.
كثير من الإخوة الطيبين الذين أحبهم في الله ويحبونني فيه نصحوني بالذهاب لبعض الشيوخ المعروفين بصدقهم وإخلاصهم لوجه الله تعالى، وبعد عدة لقاءات أكدوا لي بأنني أعاني من سحرٍ قديم تم تنفيذه في صغري وربما أكثر من سحر، وذلك بعد عدة أسئلة وجهت لي، وكانت إجاباتها تؤكد لهم ذلك، مثلاً على سبيل المثال رؤيتي دائماً لحيات وكائنات غريبة تشبه البشر في عالم غريب عن عالمنا، وعلى صعيدٍ آخر قامت قريبة لي بدون علمي بأخذ قطعة من ملابسي لأحد العارفين بهذه الأمور حسب قولها، ومن خلالها أكد أنني أعاني من سحر قديم أيضاً.
من أصعب الأمور التي واجهتها في رحلتي الشاقة مع هذا السحر أو هذا الجنون أنني (وأستغفر الله العظيم كثيراً) سببت الله والرسول بألفاظ نابية، وكنت لا أستطيع سماع القرآن (هذا كان بفترة زمنية محدودة مؤخراً ) فهل لي من توبة عن هذا الجرم المروع؟ وهل يغفر الله لي ذلك الذنب الذي لا أعتقد أن يقع فيه إنسان عاقل؟ وهل فعلاً يمكن أن يكون ما أعانيه بسبب سحر قديم، أم هو وهم كبير، أم هو جنون محدق؟
أرجوكم مساعدتي، وجزاكم الله عني خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يلبسك ثوب العافية، وأن يجعل النجاح والفلاح حليفك في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى أنك فعلاً في حاجة إلى عرض نفسك على بعض الإخوة المعالجين الثقات، الذين يُشهد لهم بالديانة والأمانة والقدرة على مثل هذه الحالات، ولا أستبعد فعلاً أن تكون قد تعرضت للسحر في فترة ما من فترات حياتك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (تداووا عباد الله، ما خلق من داءٍ إلا خُلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله) فتوكل على الله، وخذ بالأسباب، وأعرض نفسك على معالج جيد لعل الله أن يمن عليك بالشفاء، وتُصبح حياتك حياة طبيعية كسائر الناس، وهذا أمرٌ ممكنٌ ومجرب، وكم من الحالات المستعصية على الطب والأطباء شفاها الله بالقرآن الكريم والرقية الشرعية من السنة النبوية.
وأما ما صدر عنك من ألفاظ وعبارات غير شرعية فإن كانت تحت تأثير هذا الداء فلا حرج عليك؛ لأن السحر قد يفعل أكثر من هذا، وهذا ما حدث فعلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، عندما سحره يهودي قاتله الله، وإن كنتَ مدركاً لما قلت فاهماً له عارفاً بخطورته، فعليك بالتعجيل بالتوبة والندم على ما فات، وعقد العزم على ألا تعود لمثل هذا الكلام أبداً، واعلم أن من تاب تاب الله عليه، وأن الندم توبة، وأكثر من التوبة والاستغفار، عسى الله أن يتوب عليك وأن يغفر لك، واعلم أنه يحب التوابين ويفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه، فتوكل على الله وسله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يشفيك وأن ييسر أمرك، ولن يخيب الله رجاءك فيه، ونسأله جل وعلا أن يشفيك وأن يتوب عليك، وأن يصلح حالك، إنه جوادٌ كريم.
وبالله التوفيق.