شاب يفكر أن يتقدم لبنت خاله ويخاف من عاقبة زواج الأقارب
2004-06-07 20:54:10 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شابٌ أرغب في الزواج، وجميع أهلي يفضلون لي الزواج من ابنة خالي، وهي ولله الحمد على قدر من الدين والجمال، ولكن المشكلة أنني لا أشعر تجاهها بأي شيء ؛ لأننا عشنا معاً في بيتٍ واحد لمدة أربع سنوات، وسافرت بعد الانتهاء من دراستي، وعدت بعد ثلاث سنوات فلم أجد تجاهها أي شوق أو شيء من ذلك، وهي مثل أخواتي، وأنا خائف من زواج الأقارب؛ لكونه مكروهاً، ولخوفي من إصابة الأبناء بأي أمراض بسبب القرابة، وفي نفس الوقت أشعر أنها أنسب إنسانة لي.
فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله عنا ألف خير، ولكم مني كل تقدير وحب واحترام، ووفقكم الله لما فيه الخير .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك رضا والديك، وأن يقدر لك الخير وأن يرضيك به.
فإذا كانت بنت الخال صاحبة دين وخلق وجمال، وتشعر أنها الأنسب، وبزواجك منها ستحقق رغبة الأهل، فنسأل الله أن يبارك لك فيها ويبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما في خير.
أما بالنسبة لزواج الأقارب، فلا شيء فيه من الناحية الشرعية، بل أن القريبة أكثر وفاءً لزوجها من غيرها، وتعرف قدر أهله وتعينه على البر بهم، فهم أهلها، وهي أصبر على صعوبات الحياة وظروفها القاسية، أما ما ورد في زواج الأقارب وتأثيره على الولد، فالصحيح أنه ليس بحديث، ولكنه من قول عمر رضي الله عنه، وقد قاله لآل السائب ونصه: (قد أضويتم فانكحوا في النوابغ) ومعناه تزوجوا الغرائب، ويقال : أغربوا ولا تضووا، والأطباء يتخوفون إذا كانت القرابة شديدة وممتدة لأجيال عديدة، فنجد المرأة بنت عم الرجل وهي كذلك بنت عمته، وجدتها أخت لجدته وهكذا، وهذا يُضعف القابلية والشهوة، ويقوي الإحساس بالأمر الغريب الجديد، ويُحسن ملاحظة ذلك في أحوال الأسرة والقبيلة، ويمكن الاستفادة من الفحوصات الطبية في هذا المجال، مع ملاحظة الحالات المتشابهة في داخل الأسرة.
ولكننا نلاحظ أن معظم الناس يتزوجون من القريبات وهم سعداء، وقد رزقهم الله بكثيرٍ من النجباء، والمدة التي قضيتها مع أسرة خالك قليلة، ولن تكون هناك آثار على الأولاد بإذن الله، وسوف تتغير مشاعرك تجاه هذا البنت بعد أن تُصبح زوجةً لك، وأرجو أن تنظر للمسألة من كافة الجوانب، وعليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى الله.
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.
وبالله التوفيق.