افتقاد الزوج للرومانسية على الرغم من التزامه وتدينه
2004-06-15 18:01:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا امرأة رومانسية جداً لكن زوجي غير ذلك، حاولت معه عدة مرات، وهذا ما يشعرني أحياناً بعدم حبه لي، مع أنه يؤكد لي ذلك، كما أنه أثناء فترة الخطوبة حكى لي عن خطوبته السابقة، وهذا ما كان يزعجني كثيراً، وظل هذا الموضوع يكدر علي صفو حياتي، وأطار النوم من عيني أياماً، مع أني أحاول نسيانه، وأقول الحمد لله على أن رزقني إنساناً يعرف ربه ودينه ويحسن معاملتي، ولكن أعود للتفكير في هذا الموضوع، وأعود بذاكرتي لبعض المشاكل التي حدثت في فترة الخطوبة، أرجو النصيحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يرزقك السعادة مع زوجك وأسرتك، وأن يعننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته .
إذا كان هذا الزوج يعرف ربه ودينه، ويعاملك بالحسنى فحق لك أن تسعدي معه، وتأكدي أنه يحبك ويقدرك، ولكن المشكلة في طريقته لإظهار تلك المشاعر، وأرجو أن تجتهدي في التزين له والاهتمام به، واحرصي على استقباله بالكلمات الجميلة، واعلمي أن التعبير العاطفي من جانبه موجود ولكنه لا يحسن التعبير عنه، ولكن هذه الصورة سوف تتغير بطول العشرة بينكما، وأرجو أن تكون هذه الرومانسية والعواطف الدفاقة بعيدة عن مرأى ومسمع الأطفال، فنحن نحتاج لكثير من الانضباط في حضور أطفالنا الصغار، وكان ابن عمر -رضي الله عنه- لا يعاشر أهله إذا كان في الحجرة طفلٌ رضيع.
وعلى كل حال فإن هذا الفتور في تعبيره العاطفي لا يدل على عدم حبه لك، فالتعبير عن الود يختلف من شخصٍ إلى آخر، ويميل إلى جوانب الحشمة والاتزان في مجتمعاتنا الإسلامية، ولكن أرجو أن يحرص هذا الزوج على مواكبة الظروف العالمية والهجمات الإعلامية التي تُباع فيها العواطف المحرمة، بل وتُعرض فيها الدعوة إلى العشق الحرام على الشاشات والصحف السيارة والمجلات.
فإذا كان غيرنا يفخر بعصيانه لله -والعياذ بالله- فحُق لأهل الخير أن يظهروا جمال وكمال هذه الشريعة، وحرصها على الإشباع العاطفي والاستمتاع بالحلال، وهدى النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته عامرٌ بمشاعر اللطف والحب والود، وهو خير الرجال وأكملهم وأتقاهم لله عليه صلوات الله وسلامه.
ومن الخطأ الكبير فتح الملفات القديمة، وسؤال الزوج عن علاقاته السابقة، ومن الخطأ كذلك الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، والشيطان يبحث عن مداخل ليخرب البيوت ويدخل الحزن إلى النفوس، فأرجو عدم سؤاله عن ماضيه، ولا تخبريه عن تاريخك القديم، فليس في ذلك مصلحة، ولكن فيه الضرر والشكوك، ولا يجوز للمرأة أن تصف لزوجها امرأةً أخرى، ولا تتكلم عن رجلٍ آخر في حضرته، وهو كذلك لا يثني على امرأة ويذكرها أمام زوجته، وطالما كان هذا الرجل من أهل الدين فإن الخوف من الله ومراقبته سيمنعانه من تجاوز ضوابط الشريعة، وعليك أن تخفضي من غيرتك، وتذكري أن الغيرة المحمودة هي ما كانت في الريبة، ولو كانت تلك الخطيبة مناسبة لما تركها وجاء إليك، ولا توجد حياة زوجية خالية من مشاكل وأزمات، ولكن الأخيار العقلاء يتجاوزوا السلبيات ويستفيدوا من تلك الأزمات في تقوية الأواصر واحترام المشاعر، ومعرفة الأشياء التي تضايق الشريك الآخر لتفاديها، وتأكدي أن أكبر علامات الحب هي حسن المعاملة، ولا يمكن للإنسان أن يكره آخر ومع ذلك يحسن معاملته، وقد اعترفت بأن هذا الرجل يحسن معاشرتك، وأخبرك بحبه لك وهو صاحب دين، فماذا تريدين بعد ذلك أختاه؟!
فاحمدي الله على توفيقه، واجتهدي في طاعة الله وشكره، واعلمي أن طاعة الزوج وحسن التبعل له من صميم هذا الدين الذي شرفنا الله تعالى به، وتعوذي بالله من الشيطان، واشغلي نفسك بالأشياء المفيدة، وتجنبي الوحدة، واستفيدي من فراغك في تلاوة القرآن وتعلم العلم النافع، وابحثي عن نساء صالحات يذكرنك بالله إذا نسيت، ويكن عوناً لك على طاعة الله.
وبالله التوفيق.