الحساسية النفسية المفرطة
2004-08-08 12:35:12 | إسلام ويب
السؤال:
لدي أخت حساسة جداً، حيث أنها تبكي كثيراً، وتتعب نفسياً بسرعة، وتضعف أمام المواقف الصعبة، وتنهار كثيراً! حاولت أن أجعلها قوية، لكنها تقول أنها هكذا، ولن تتغير! أخاف عليها كثيراً؛ لأنها لا تقوى على مجابهة صعاب الأمور؛ بسبب حساسيتها، وضعفها.
حاولت كثيراً التحدث معها، وحثها على الصبر، والتقوى، وضربت لها كثيراً من الأمثلة، وقلت أن المؤمن القوي خير من الضعيف، لكنها مؤخراً أصبحت تتضايق عند الكلام عن قوتها، وضعفها!
فما الحل!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أصيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اعلم -أخي- أن أختك تحتاج إلى أن تقدر ذاتها، ومعرفة الإنسان لقدر نفسه هي منبع ثقته، وتقدير الذات هو عملية ديناميكية لما يجري في العقل والجسد من عمليات، وما يقوم به الإنسان من تصرفات وسلوك.
وهذه السلوكيات التي تصدر من أختك، يبدو أن الأفكار السلبية قد طغت عليها وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيرها، ولم تترك مجالاً للأفكار الإيجابية، وهذا ما يؤدي بها إلى العزلة والضعف وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، بالإضافة إلى إصابتها بالخجل.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليها أن تعطي لذاتها الحق وتعرف قيمة ذاتها، وهذا التقدير لابد أن يكون عالياً حتى تتغلب على الحساسية المفرطة، وهناك خطوات من خلالها تستطيع أن ترفع من شأن ذاتها وهي:
1- يجب أن تعلم أنها مؤمنة بالله، فإن الطاقة الإيمانية هي ذلك النور الإلهي العجيب الذي إن استعنت به لن يخذلك، وهذا النور هو الذي يمدك بالقوة الجسمانية في بدنك والسعة في رزقك والبركة في حياتك، ويزودك باليقين والثقة بالنفس والطمأنينة والراحة النفسية والسعادة الأبدية، وإذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر بم استعملك وعلى ماذا أقامك؟
2- أن تسيطر على انفعالاتها ومشاعرها عندما تواجهها الصعوبات والمخاطر والمشاكل.
3- أن تكون متوازنة في حياتها لا يطغى جانب على جانب، لا إفراط ولا تفريط، وإنما تميل إلى البساطة في كل شيء وتبتعد عن التعقيد، وتحاول أن تهتم بالتمارين الرياضية وتعتني بصحتها الجسمية.
4- يجب أن تكون حيوية، وعندها عزيمة وقدرة على مواجهة أي شيء، وتحب العمل ولديها الحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، ويجب أن يكون هدفها في الحياة واضحاً لا غموض فيه .
6- تتميز بالصراحة ووضوح الحديث.
7- يجب أن تكون إيجابية متفائلة، بعيدةً عن الإحباط واليأس، وتحاول دائماً أن تقبل على تصميم الحياة، ولا تضعف أمام المشاكل.
8- تكون اجتماعية، وتبتعد عن العزلة والانطوائية، وتحاول أن تستمع إلى الآخرين وتؤثر فيهم وتتأثر بهم، وتحب الخير للجميع.
9- تعمل على تطوير ذاتها دائماً، فتطور من أفكارها ولا تبقى سجينة الأفكار السلبية، تتطلع دائماً إلى النجاح وترتقي سلم المجد.
10- وأقول لأختي الفاضلة اتركي دائماً باب الأمل مفتوح ولا تيأسي، وأبعدي عنك التوتر والإحباط، واعلمي أن الفرج يأتي مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.
وبالله التوفيق.