الحل لمن يكثر الكلام خارج المنزل والعكس داخل المنزل
2004-09-27 01:24:09 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله عنا كل خير أما بعد:
فأنا أعاني من مشكلة: عندما أخرج من البيت، وأكون مع زملائي في المدرسة أتكلم كثيراً، ولكن عندما أدخل، أصمت، ولا أتكلم إلا في الضرورة! مع أن والديّ ليسا من المتشددين، ماذا أفعل؟
ومع أخي أيضاً لا أتكلم معه إلا في حاجة ضرورية، مع أني أحبه أيضاً، وأغضب سريعاً عليهم، ولكن بدون أن يشعروا؛ لأنني أمتلك نفسي في تلك الأوضاع، وهذا الغضب يكون في أمور تافهة، هل من حل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
قد يبدو التعامل مع الأسرة معقداً في بعض الأحيان، وسبباً من أسباب التوتر والاكتئاب، ولكنه في أحيان كثيرة يُعدّ مصدراً للسعادة والإقبال على الحياة؛ لأن الإنسان المنخرط في وسط جماعة يكون أكثر استفادة، وصاحب معنويات عالية.
أنا أريد أن يكون تفكيرك إيجابياً وليس سلبياً، فصاحب التفكير الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته، ويعترف بمسئوليته الكاملة عن أفعاله وتصرفاته، بينما الإنسان السلبي يتأثر بالظروف المحيطة به، وليس معنى الإيجابية -أخي عزيز- أن تكون هجومياً أو لحوحاً، أو عديم الذوق عند التعامل مع الأهل أو مع الآخرين، بل يجب أن يكون تفكيرك مقداماً، تشارك في الرأي والحوار، وتؤثر بسلوكياتك الجيدة، وتكون مرحاً وبشوشاً كما تكون خارج البيت.
ومشكلتك أخي عزيز تكمن في شخصيتك أنت، فليس هناك توازن بين الظاهر والباطن والذي أقصده هنا، هو أنه لابد أن تكون شخصيتك متكاملة، فكما أنك تهتم بالخارج عليك كذلك الاهتمام بالداخل، وما الذي يمنعك أن تشارك الأسرة في الحوار والكلام وتحتك بإخوانك؟ فمن شروط الشخصية المتكاملة أن تحظى بحب الآخرين، والقدرة على إيجاد التوازن بين الشجاعة واحترام حقوق الآخرين، وإبداء الرأي والمشورة، بعيداً عن الخجل والانطوائية.
وما دمت قلت أن والدك ليس من المتشددين في المعاملة وفي التربية، إذن فحل المشكلة يبقى في شخصك أنت؛ لأن الإنسان الذي يكون في الجو الأسري متشددا أو هناك ما يسمى بالسلطة الوالدية، فهذا قد يولد لديه الخوف والقلق والانطوائية وقلة الكلام.
حاول أن تُعبر عن اهتمامك بأسرتك، وهذا أفضل طريق للفوز باهتمامهم نحوك، وقد يمنحك انطباعاً جميلاً لدى أسرتك، ويجعلك تكسبهم وتتقرب منهم أكثر، وابسط حبك لأسرتك لينجذبوا إليك، ويكسر حاجز الخجل الذي بينكم، وتستطيع أن تتغلب على الصمت بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.