كيف أدعو غيري لأداء الصلاة؟

2004-10-21 02:02:20 | إسلام ويب

السؤال:
كيف أحث شخصاً ما على أداء الصلاة، دون أن أشعره بأني أكرهه على ذلك الأمر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ سنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يرزقك الهدى والسداد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا!

فإنه مما يسر الإنسان أن يكون في فتياتنا من يحمل هم الدعوة والإصلاح، نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا، وإذا أخلص الإنسان في نيته واجتهد في البحث عن طريق الإصلاح المناسبة، فسوف يأتيه التوفيق من الله القائل سبحانه: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))[العنكبوت:69].

والصلاة هي ركن الإسلام العظيم، وهي الميزان في الدنيا، فبها يعرف الخير في الإنسان، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، وبين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة، ومن هنا كان لابد من اجتهاد وصبر على هذه الأخت حتى تواظب على الصلاة، وقد قال سبحانه: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ))[طه:132]، وإذا تأملنا كلمة "واصطبر" نلاحظ أن فيها زيادة في المبنى، وهي تدل على زيادة في المعنى، فلابد من مضاعفة لجرعات الصبر.

وإذا أراد الإنسان أن يأمر بالخير والمعروف، فلابد أن يكون أسلوبه طيباً، وهذه بعض الخطوات الهامة لنصح هذه الأخت:

1- اختيار الوقت المناسب للنصيحة والتوجيه، فلا ينبغي أن ننصح مشغولاً أو مهموماً أو حزيناً أو جائعاً.

2- انتقاء الكلمات اللطيفة في النصح، واعلمي أن الله أرسل موسى عليه السلام إلى فرعون فقال الله لموسى: (( فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا ))[طه:44].

3- مراعاة منزلة الأخت ومكانتها، فإذا كانت أكبر، فلابد من تغليف التوجيهات بجرعات من الاحترام، وإذا كانت في نفس السن، فلابد من إخوة ومودة، وإذا كانت أصغر في السن، فلابد من عطف وشفقة ورحمة.

4- تجنبي النصح لها جهراً وبين الناس، وقد قال الشافعي من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن نصح أخاه جهراً قد أذله وشانه.

تعهدني بنصحك في انفراد وجنبي النصيحة في الجماعة
فإن النصح في الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرض استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

والنصيحة أمام الناس تتيح الفرصة لشياطين الإنس والجن لإفساد الموعظة، وتحريض الإنسان على العناد والتمادي في الخطأ.

5- لابد من البحث عن مدخلٍ حسن، وذلك بأن تذكر لهذه الأخت الصفات الجميلة فيها، فتقولين لها مثلاً: أنت -ولله الحمد- محبوبة بين الزميلات، وناجحة في عملك، وموفقة في حياتك، ولكننا نحب أن نراك في صفوف المصلين لإكمال عناصر الخير فيك.

6 - بيان ثمار الصلاة وآثارها على الإنسان، فبها تنال الطمأنينة والسعادة بعد رضوان الله.

7- عرض نماذج للقدوة الحسنة، من خلال حرصك على الصلاة أمامها، وجلب أشرطة وكتيبات تبين موقع الصلاة، وحال السلف في الحرص على تكبيرة الإحرام.

8 ـ عدم إظهار الأستاذية والتعالي عليها، مع الحرص على الستر عليها؛ حتى لا تهون في نفسها هذه المخالفة العظيمة.

9 - تشجيع كل خطوة إلى الإمام.

10 ـ الاجتهاد في عزلها عن المؤثرات السالبة، وخاصة وسائل الإعلام الفاسدة ورفقة السوء، وتهيئة البيئة المساعدة على الصلاة، والطاعات، وكذلك الرفقة الفاضلة.

11 ـ بيان فضل المواظبة على الصلاة، وفوائد اللقاء مع الصالحات في بيوت الله.

12 ـ إشعارها بأن منزلتها ترتفع عندك بحسب حرصها على الصلاة والطاعات.

وإذا لم تستجب مع كل هذه الخطوات، فيمكن الامتناع من مشاركتها في الطعام أو السكن أو تقليل زيارتها، شريطة أن تكون هذه الوسائل مفيدة بالنسبة لها، وأرجو ألا تدفعها هذه الأشياء إلى الابتعاد أكثر، والارتماء في أحضان رفقة شريرة.

والله ولي التوفيق.

www.islamweb.net