طلب الفتاة فسخ الخطوبة لشعورها بعدم الانسجام
2006-05-24 11:36:09 | إسلام ويب
السؤال:
أرجو من الإخوة القائمين على الموقع الرد من الناحية القانونية والدينية، حيث إنني أبلغ من العمر الآن 23 عاماً، وقد خطبت منذ ثلاث سنوات، وبعد الخطوبة لم أجد التفاهم بيني وبين خطيبي مما جعلني أفكر، وقد طلبت منه فسخ الخطبة وهو غير موافق، وأنا لا أجد سعادتي معه، وأرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها منفرداً، وليس من مصلحة الخاطبين طول مدتها؛ لأن ذلك يجلب الملل والمشاكل، ويجعل أهل المخطوبة في قلق واضطراب، وترقب وانتظار، وليس في العلاقات في فترة الخطبة فائدة تذكر، وذلك لأنها تقوم على المجاملات وإظهار المحاسن والإيجابيات، وإخفاء العيوب والسلبيات.
ورغم أنه لم تتضح لنا أسباب عدم الانسجام إلا أننا نؤكد لك أن الانسجام الحقيقي لا يحصل إلا بعد الرباط الشرعي، وعلى هذا فأرجو أن تنظروا إلى دين الخاطب وأخلاقه وأمانته وقدرته على تحمل المسئولية ومدى الترابط في علاقاته الأسرية، فإن هذه الأشياء هي المهمة، أما الخلافات السطحية في الأمور الأخرى فلا أهمية لها، وهي طبيعية لوجود أطراف أخرى، وسوف تزول في الغالب بعد إتمام مراسيم الزواج، وربما تزداد التوترات عند اقتراب فترة الزواج، لكنها سرعان ما تبدأ في الزوال بعد الدخول، وتعود الأمور إلى مجاريها، خاصة إذا ارتبطت القلوب بالله باريها، وحرص الجميع على البعد عن المنقصات.
وليس من مصلحتك إنهاء هذه العلاقة بهذه السهولة، فإن كلام الناس سوف يكثر عن أمر هذه العلاقة، وقد تكون سبباً لإحجام آخرين عن التقدم لخطبتك، كما أنك لن تجدي في هذه الدنيا رجلاً بلا عيوب، لأنك أيضاً كبشر فيك سلبيات وإيجابيات- فاتق الله في خطيبك وفي نفسك، واشتغلي بالطاعة لربك، وأكثري من اللجوء إلى خالقك، فإنه لا موفق لمن يخذله، وتجنبي كل أمر يغضبه، وتعوذي بالله من الشيطان الذي يحرص على إشعال نيران العداوة والبغضاء، ويزهد الناس في الحلال الطيب ويوقعهم في الفحشاء.
وقد أسعدني رفض خطيبك إنهاء العلاقة، وفي ذلك دليل على رغبته في الاستمرار، وحرصه على أن تعمر بك الدار، ونسأل الله أن يعينكما على عبادته والاستغفار، وأن يعمر داركم بالقرآن والأذكار، وأن يعطر ألسنتكم بالصلاة والسلام على نبيه المختار، وأن يحشرنا وإياكم في زمرة الأبرار.
وبالله التوفيق والسداد.