ارتخاء الصمام الميترالي والقلق من مضاعفاته

2010-05-26 08:46:46 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا مررت بحالة نفسية لمدة شهرين، وفي أثناء تلك الحالة من الهم كنت أشعر أحياناً بأن تنفسي يتوقف لحظة ويعود، فذهبت إلى طبيب قلب، وفحصني سريرياً، وقال: (أنت سليم، وهذا مجرد نفس طويل أو ارتخاء بالصمام الميترالي، عند الأشخاص الطوال)، وعمل لي: (إيكو وأشعة سينية) للتأكد، فظهرت الفحوصات كلها سليمة.
وبعدها بأسبوع زادت حالتي النفسية، وذهبت إلى طبيب قلب آخر، وفحصني أيضاً بجميع الفحوصات، وقال: أنت سليم جداً، ولكن تحتاج لعيادة نفسية، علماً أني رياضي ولله الحمد، من فترة طويلة، ولم أشعر بأي أعراض أخرى منذ الطفولة، وقد تجاوزت حالتي النفسية بالرقية الشرعية ولله الحمد، ولكن كلمة الطبيب الأول رسخت في ذهني بأن عندي ارتخاء الصمام الميترالي.
فما هو هذا الارتخاء؟ وهل فعلاً يجب أن أراجع الطبيب كل سنة؟ مثل ما أقرأ في الإنترنت، وهل يؤثر علي مستقبلاً؟ علماً بأني أمارس الرياضة بانتظام، ولا أشعر بأي شيء، ووزني 57 كيلو.
أفيدوني أثابكم الله.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هنالك حالات قد تشبه أعراضها أعراض القلق النفسي، ومن هذه الحالات زيادة إفراز الغدة الدرقية، وارتخاء الصمام الميترالي، وعلة أخرى تصيب الغدة فوق الكلوية، وينتج عنها زيادة في إفراز أحد الهرمونات، وهذا أيضاً يؤدي إلى ما يشبه الشعور بالقلق.
أخي الكريم! كل حالة تأتي للطبيب وتعاني من القلق، الأطباء الجيدون دائماً تكون نظرتهم شاملة ومتسعة، ويحاولون أن يشخصوا هذه الحالات بصورة صحيحة.

ارتخاء الصمام المايترالي هو حالة شائعة جدّاً، وغالباً ما يُكتشف بالصدفة، وليس أكثر من ذلك، وقد اطلعت على دراسة، أن حوالي خمسة إلى عشرة بالمائة من عامة الناس يعانون من هذا الارتخاء، وهذا الارتخاء كما تشير الكلمة، هو ارتخاء بسيط في هذا الصمام الذي يربط ما بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، ومن خلاله يُضخ الدم – أي من خلال هذا الصمام من الأذين إلى البطين – وبعد ذلك يخرج الدم ليذهب في الشريان الأورطي.

هذه الصمامات هي صمامات تتيح مرور الدم في اتجاه واحد، وفي حالة الارتخاء البسيط ربما لا أقول يحدث ارتجاع للدم، ولكن ربما لا يكون اندفاع الدم بنفس القوة في الصمام الطبيعي، وقد أجمع العلماء أن حالة ارتخاء الصمام المايترالي بالدرجة البسيطة، والمتوسطة هي حالة طبيعية جدّاً، ولا تتطلب أي نوع من التدخلات الطبية، وهنالك من ينصح فقط بأن يراجع الإنسان الذي يعاني من هذه الحالة الطبيب مرة واحدة كل سنة أو سنتين.

هذه قصة الصمام المايترالي، وأنت قد أكد لك طبيب القلب في المرة الثانية أنك لا تعاني من أي مشكلة أو ارتخاء في الصمام المايترالي، وأن قلبك سليم، فعليك يا أخي أن تأخذ الذي قيل لك، والطبيب من المؤكد أنه كان سوف يفصح لك بالحقائق إن وُجدت، والصمام المايترالي ليس من التشخيصات التي تُخفى عن المرضى؛ لأنه حالة حميدة وبسيطة، وليست ذات أثر حقيقي على صحة الإنسان.

أعتقد أنه من الواجب أن تطمئن، وعش حياتك بصورة طبيعية، مارس الرياضة كما تقوم الآن، وأنصحك أيضاً أن تمارس بعض تمارين الاسترخاء، ويمكنك الحصول على كتيب أو شريط من مكتبة جرير أو أحد المكتبات الكبرى في المملكة العربية السعودية، من أجل معرفة كيفية ممارسة هذه التمارين.

إذا كان الأمر مقلقاً جدّاً بالنسبة لك، فإني أنصحك بتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وأفضل هذه الأدوية هو عقار يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، يمكنك أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خففها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أنا سعيد جدّاً أن أعرف أن حالتك طبيعية، وهي فقط حالة من حالات القلق العارض، وليس أكثر من ذلك، ولا يوجد أي دليل على إصابتك بأي مرض عضوي.

أسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليك وعلى جميع المسلمين الصحة والعافية، وأن يجعلنا من الشاكرين عليها، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net