شد عضلي في الرأس والرقبة وعدم اتزان
2010-08-15 09:42:45 | إسلام ويب
السؤال:
منذ أسبوعين كنت أنظر لأعلى مبنى شاهق، وفجأة أصبت بشد عضلي برقبتي، وفي اليوم نفسه شعرت بالغرفة تدور من حولي في حالة النهوض، وفي اليوم الثاني اختفى ذلك، وبدأت آلام شديدة بالرأس، وعدم اتزان، راجعت طبيب أعصاب، وقال لي: إن الدم لا يصل للرأس بشكل طبيعي، ولكن بعد عودتي منه شعرت بألم في الرقبة من الخلف، بالتحديد في أعلى العنق، فما سبب هذا الألم؟ وما العلاج؟ وكم يستغرق؟ شاكراً لكم هذه الخدمة.
ملاحظة: لم يطلب الطبيب أي أشعة للرأس أو العنق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالشد العضلي الذي حدث لك لا شك أنه من حركة الرقبة المفاجئة حين نظرت لهذا المبنى الشاهق، وما ذكره لك الطبيب من أنه لديك ضعف في تدفق الدم إلى الرأس، هذا الكلام يحتاج إلى شيء من التوضيح، وأنا أحترم رأي الطبيب جداً، ولكن هذا لا يمكن إثباته دون أن يتم أي فحص للشرايين الذاهبة من القلب إلى الرأس، وهذا الفحص بسيط جداً، يتم عن طريق جهاز يعرف بجهاز الدبلر، من خلاله تتضح درجة تدفق الدم إلى المخ.
أنا لا أعتقد أنه لديك علة في هذا الأمر، ولكن إن أردت إجراء هذا الفحص فسوف يكون هذا الأمر جيداً، وأنا أرى أن الأمر كله متعلق بالشد العضلي، وأن الحركة الشديدة أثرت على جهاز الاتزان، والذي يسمى لابرنث، وهو موجود خلف الأذن الداخلية، وهذا يعمل من خلال توصيلات معقدة جداً، وقنوات ليفية، فقد يتأثر بالالتهابات، أو بالحركة المفاجأة، وغيرها، فالذي أراه هو أن تستكمل الفحوصات لمجرد التأكد، والفحوصات يمكن أن تشمل صورة للدماغ، وكذلك عمل الدبلر لتحديد مسار الدم للمخ.
أنت في حاجة لأن تتناول بعض الأدوية التي تؤدي إلى استرخاء العضلات، ومنها الدواء الذي يعرف باسم مسكدول، وهو دواء بسيط جداً يتم تناوله بجرعة حبتين مساء، أو حبة في الصباح وحبتين مساء، مع إجراء بعض التمارين لعضلات الرقبة، وإذا كانت الدوخة أو الدوار شديدين، فهنا أيضاً يتحتم فحص الأذن الداخلية، وهنالك دواء ممتاز جداً لعلاج حالات الدوار والدوخة، هذا الدواء يعرف باسم بيتاسيرك، وجرعته هي 8 ملجرام صباحاً ومساء، ويمكن أن ترفع الجرعة حتى 16 ملجرام ثلاث مرات في اليوم، وهذه هي الجرعة القصوى.
فإذن أخي الكريم: الذي أراه استكمال الفحوصات، وإجراء تمارين عضلية لعضلات الرقبة، وتناول الدواء الذي وصفناه، والفحوصات -إن شاء الله- سوف تكون مطمئنة.
أرى من وجهة نظري أن هنالك أيضاً نوع من القلق الثانوي الذي حدث لك، وإذا كنت ترى أن درجة القلق شديدة، فلا مانع أيضاً من أن تتناول دواء يعرف باسم دوغمتيل، واسمه العلمي سلبرايت، وجرعته 50 ملجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم 50 ملجرام في الصباح لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه.
ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء أيضاً مهمة، وهي ذات فائدة كبيرة في مثل هذه الحالات، لا أريد أن أكرر كثيراً، ولكن ألخص الأمر في أن تجري الفحوصات اللازمة، وأن تمارس التمارين الرياضية، وشيئاً من تمارين الاسترخاء للعضلات، وتناول الأدوية التي وصفناها، وفحص الأذن سيكون إضافة جيدة وستطمئنك إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.