الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف بالقلق أو الخوف الاجتماعي له أعراض نفسية وله أعراض عضوية، من هذه الأعراض العضوية الشعور بالرعشة أو الضيقة في الصدر وربما التعرق، وكذلك ظهور الاحمرار خاصة على الوجه، وأما الجانب النفسي فهو الشعور بالرهبة وعدم الارتياح في وقت المواجهات الاجتماعية.
لابد من أن تطبق بعض التطبيقات السلوكية، هذه مهمة جدّاً، ومن أهم هذه التطبيقات أن تتفهم أن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، وأن الإنسان ليس هناك ما يرهبه أبداً، بمعنى آخر: يجب أن تحقر الفكرة.
ومن التمارين السلوكية المهمة أن تعرض نفسك لمصدر خوفك، ويمكن لهذا التعرض أن يبدأ في الخيال، لتطبيق هذا التمرين في الخيال: اجلس في مكان هادئ، أغمض عينيك، سم الله تعالى، بعد ذلك تصور أنك في موقف يتطلب أن تواجه فيه عددا كبيراً من الناس كأن تلقي أمامهم محاضرة مثلاً، أو طُلب منك أن تصلي بمجموعة كبيرة من الناس، وهكذا.
عش هذه المواقف الخيالية ولكن بجدية وتركيز، ولمدة لا تقل عن عشر إلى خمس عشرة دقيقة في كل جلسة.
لتدريب الخيال أو التعرض في الخيال لا بد أن يصحبه التطبيق في الواقع، فكن دائماً تحاول أن تتواصل، اذهب وأد صلواتك الخمس في المسجد، تواصل مع أصدقائك، تواصل مع جيرانك، وبعد ذلك حاول أن تخرج إلى الأسواق إلى المجمعات، شارك الناس في مناسباتهم، حين تقابل الناس انظر إليهم في وجوههم، ابدأ بالتحية، تبسم في وجه إخوتك، هذه كلها دوافع علاجية ممتازة جدّاً.
هناك علاج جماعي وجد أنه مفيد، وهو ممارسة الرياضة مع مجموعة من الشباب، وكذلك المشاركة في حلقات التلاوة والانخراط في الأعمال الخيرية والنشاطات الثقافية، هذه كلها وجد أنها مفيدة جدّاً، وتعالج الرهاب وتنمي شخصية الإنسان، وتجعله يتواءم اجتماعياً، فكن حريصاً عليها أيها الفاضل الكريم.
بالنسبة للعلاج الدوائي لا شك أنه مفيد وممتاز ويساعد، وهو مكمل للعلاج السلوكي، وأنت قلت: إنك تفضل أن تتعالج بعلاج بالحبوب النباتية، أقول لك: إن الدواء الوحيد الذي ربما يكون المفيد هي عشبة القديس جون، أو ما يسمى بعشبة عصبة القلب، أما بقية المركبات التي ذكرتها فلا فائدة فيها بالنسبة لعلاج الرهاب الاجتماعي.
إذا وددت أن تتناول عشبة القديس جون فتناولها بمعدل حبة صباحاً ومساءً، وبعد شهرين إذا لم تتحسن فهذا يعني أنك لن تستفيد منها، ويجب أن تتوقف من تناولها، وتتناول أحد الأدوية التي يعرف أنها تعالج الرهاب الاجتماعي، ومنها الدواء الذي يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، هذا دواء فعال وسليم وممتاز جدّاً.
أعط نفسك فرصة بتناول عشبة عصبة القلب، وكما ذكرت لك: بعد شهرين إذا لم تتحصل منه على تحسن فأرجو أن تُقدم على تناول الزيروكسات، ابدأ بجرعة نصف حبة يومياً، تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، وأعتقد أن هذه سوف تكون كافية بالنسبة لك، تناولها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
هناك أيضاً دواء داعم يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، وهو دواء مفيد جدّاً في علاج الرعشة وكذلك يخفف الاحمرار.
جرعة الإندرال هي عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.
الإندرال يمكنك أن تتناوله حتى مع عشبة القديس جون أو ما يعرف بعشبة عصبة القلب، وفي حالة أنك لم تستفد من هذا الدواء وتناولت الزيروكسات أيضاً يجب أن تتناول معه الإندرال.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على العلاج السلوكي للرهاب في الاستشارات التالية: (
259576 -
261344 -
263699 -
264538)، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.