الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كثيراً ما ينعكس الشيء إلى ضده أو ينقلب إلى عكسه، وأنت كما وصفت نفسك بأنك فعال ومشارك ومتفوق، ولديك شخصية قيادية منذ الطفولة، والآن أصبحت في هذا الوضع، وهو عدم القدرة على النظر في عيون الناس، وأصبح الأمر أيضاً يتحول إلى صيغة وسواسية، وما تتصور وما يحدث من أنك حين تتحدث مع شخص ما تدقق في عينيه وتراه يبتعد عنك ويتجنب الحديث معك، أعتقد أن هذا في شيء من القلق الوسواسي.
أنصحك تماماً بتجاهل هذا الأمر، وأن تجري حواراً داخلياً مع نفسك، وتصل إن شاء الله إلى قناعة أن هذا الأمر الوسواسي هو أمر سخيف، ويجب أن لا تشغل نفسك به، وقل لنفسك: (أنا أنظر إلى الناس في وجوههم وذلك احتراماً وتقديراً لهم، وهذا نوع من التواصل الاجتماعي والمهارة الاجتماعية المطلوبة) أي حاول أن تجد تفسيراً مقبولاً، لماذا ينظر الإنسان إلى وجوه الناس؟ وتذكر دائماً أن (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، خذ هذا الأمر أيضاً من هذه الناحية، مواجهة الأمر وتجاهله في نفس الوقت، ومحاولة إيجاد تبرير وتفسير منطقي يقنعك إن شاء الله بسخف هذا الذي يحدث، وهذه الأسس الرئيسية لمواجهة الوسواس القهري، أياً كان نوعها.
سوف أصف لك علاجاً بسيطاً، وأعتقد أن عقار فافرين (Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) سوف يكون عقاراً جيداً لحالتك، والجرعة المطلوب هي أن تبدأ بــ 50 مليجراماً ليلاً، أي حبة واحدة، واستمر عليها لمدة أسبوعين، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى 100 مليجراما ليلاً، واستمر عليها لمدة خمسة أشهر، خفضها إلى 50 مليجراماً ليلاً، واستمر عليها لمدة شهر، ثم إلى 50 مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناولها، والفافرين دواء جيد وفعال وممتاز.
أخي الكريم: لا مانع من إجراء بعض التمارين السلوكية، انظر إلى المرآة، وتخيل أنك تنظر إلى إنسان، وقل لنفسك: (أنا أنظر إلى هذا الإنسان ولا أجد أي مشكلة في النظر إليه، وفي نفس الوقت هو لا يبتعد عني) أرجو أن لا تعتبر هذا الأمر أمراً سخيفاً، إنما قصد به هدف العلاج، أو ما نسميه بالتعريض في الخيال، ويمكنك أن تنظر إلى صورة شخص ما وتطبق نفس التمرين، وذلك بجانب ما ذكرناه لك من إرشادات سابقة.
أرجو أن لا تنعزل مطلقاً، وحاول أن تتواصل مع الناس، التواصل دائماً يفيد، مثل ممارسة الرياضة الجماعية، والمشاركة في حلقات القرآن، تؤدي في نهاية المطاف إلى نوع من القناعة الشخصية بأنه لا توجد أصلاً علة تمنعك من هذا التواصل.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
لمزيد من الفائدة يرجى منك الاطلاع على هذه الاستشارات: (
281505 -
281153).