الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنك تُعاني من قلق المخاوف كما أوردت في رسالتك، والخوف من الأمراض يكون له مسببات، مثل أن يقرأ الإنسان عن مرض معين، أو كأن يعرف إنساناً ما وتُوفي بمرضٍ معين، وهكذا... هذا النوع من المخاوف نعتبره من الأعراض النفسية المكتسبة، والذين يُصابون بمثل هذه الحالات يكون لديهم استعداد للقلق، وتكون شخصيتهم مهيأة لمثل هذه الحالات البسيطة.
أخي الكريم: قبل أن أتحدث عن الدواء أريد أن أقول لك أنه يجب أن تتجاهل هذه الأعراض، وأعرف أن كل الأعراض التي تعاني منها، مثل الخفقان وتسارع نبضات القلب، هي أعراض جسدية ناتجة لتغيرات فسيولوجية، والتغيرات الفسيولوجية السبب فيها هو القلق الذي تعاني منه، وتجاهل القلق يكون بتفهمه، وأن يحاور الإنسان نفسه، وأن يستبدل الفكر السلبي بفكرٍ إيجابي، قل لنفسك: (الموت حق، وأنا أعرف أن الأعمار بيد الله، والخوف من الموت لن يُقدم في عمري لحظة ولن ينقص منه لحظة) ودائماً أكثر من الأدعية ومن الأذكار، واجعل صلواتك في وقتها وفي المسجد، وعليك بتلاوة الورد القرآني اليومي... هذا - أخي الكريم - يبعث فيك الكثير من الطمأنينة.
أما بالنسبة للجلطات والخوف من الجلطات، فهي شائعة وكثيرة، وكل إنسان يموت بسبب أو بدون سبب، فيجب أن تنظر إلى الأمور بهذا المستوى، وأنت لست معرضاً للجلطات - إن شاء الله - أكثر من غيرك، وعليك أن تحافظ على صحتك، وتلتزم بالنظام الغذائي المتوازن والجيد، وتمارس الرياضة، وأن تنام نوماً صحياً، وأن تدير وقتك بصورةٍ منتظمة، هذا يكفي تماماً مع التوكل، ومع معرفة أن الأعمار بيد الله تعالى، وليس هنالك داع لمثل هذا القلق، ولابد أن تملأ فراغك بما هو مفيد، فتركز على دراستك، وتكون مثابراً ومجتهداً، فالفراغ من أسوأ ما يمكن أن يسيطر ويهيمن على حياة الإنسان، ويجعله يحس بالخواء، ويتفرغ لمثل هذه الأعراض الواهية.
بعض الناس أنصحهم أيضاً بالتردد على طبيب باطني أو طبيب أسرة يثق به؛ ليقوم بفحصه مرة أو مرتين في السنة، وهذا يكفي تماماً، ويكون سبباً -إن شاء الله- للطمأنينة.
أخي الفاضل الكريم: أنا تحدثت لك عن الرياضة كشيء مهم لأن تحفظ صحتك الجسدية، وأود أن أضيف أيضاً أن الرياضة من أفضل وسائل الاسترخاء والشعور بالسكينة الداخلية؛ لأن الرياضة تغير كثيراً في بعض الموصلات العصبية، وتنشط موادّ مفيدة للإنسان من الناحية النفسية والجسدية، فكن حريصاً على ذلك.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أنت محتاج لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، واللسترال يعتبر من الأدوية الجيدة، ولكن الدواء الأفضل هو سبرالكس، ولا أود أن أقول لك انتقل للسبرالكس، ولكن فقط ذكرتُ ذلك كنوع من المعلومة التي ربما تكون مفيدة بالنسبة لك.
ما يحدث لك من أعراض جانبية، مثل الطنين المفاجئ، والدوار، هي أعراض انسحابية للسترال؛ حيث إنك لم تستعمله بصورة صحيحة، ولم تتوقف عنه بصورة صحيحة، وهذا هو الذي جعلك في هذا الوضع.
تناول اللسترال حبة واحدة كل أربعة إلى خمسة أيام هذا نظام خاطئ وليس صحيحاً، فاللسترال لا يظل في الدم أكثر من أربع وعشرين ساعة، لذا يجب أن تكون الجرعة يومية، وحين يود الإنسان التوقف عنه يُقلص الجرعة إلى نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراماً) يومياً، واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراماً مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.. هذه أخي الكريم هي الطريقة الصحيحة للتوقف عن اللسترال.
أما الإندرال، فلا تأثير له فيما يخص الطنين المفاجئ، وجرعة خمسة مليجرام هي جرعة غير مفيدة، وأقل الجرع المفيدة للإندرال هي عشرة مليجرام يومياً، فأرجو أن تصحح مسارك في هذا السياق.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواص مع إسلام ويب.
=========
للفائدة يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن علاج الخوف من الموت سلوكياً ً:
261797 -
272262 -