خيبة أمل الزوجة نتيجة تكاسل الزوج وضعف همته
2023-04-18 01:01:53 | إسلام ويب
السؤال:
أنا متزوجة منذ 7 سنوات، طموحة، كنت آتي في المرتبة الأولى في دراستي الجامعية، وعملت قبل الزواج وبعد الزواج كان طموحي أن أتفرغ لبيتي وعائلتي، وأن أشبع طموحي بمساعدة زوجي والتخطيط لحياتنا.
كنت أحب القراءة كثيراً، وأعتبر نوعاً ما مثقفة، بعد زواجي ذهبت طموحاتي أدراج الرياح، زوجي يحبني، ولكن هناك اختلاف بيننا في التفكير، لا يحب القراءة ولا يهتم إلا بالنت والتلفزيون، وكثير النوم، وغير طموح، حتى وإن أقنعته بفكرة أن التخطيط مهم لحياتنا يسايرني ويقول: كلامك صحيح، ولكنه لا يطبق إلا بعد طلوع الروح، وهو كثير التسويف.
يمكن أن يعد ويخلف، ثم بكل سهولة يعتذر، أصبحت عصبية ومحبطة، حاولت أن أدخله دورات في التنمية البشرية وفشلت، حالنا الآن مستور ولكن أريد أن يكون لحياتنا أهداف نمشي عليها، وأعتقد أن الإنسان الذي لا يقرأ ولا يتثقف صعب جداً تغييره، فقط مستمع جيد لي كي يرضيني فقط، وليس عن إقتناع لأنه سرعان ما ينسى كل شيء، ويركن إلى النوم، مع أنه يشتغل دواماً واحداً فقط، ويضيع العمر يوماً بعد يوم.
أنا عندما أسمع برامج عن التخطيط أبكي لأني أحس نفسي مقيدة، فماذا عساي أن أعمل، وأنا ربة بيت أمارس هواياتي، ولكن هذا لم يشبع طموحي، فأنا أرى أن زوجي هو المسئول، يستطيع ولكنه متكاسل، وأنا سأساعده بكل ما أملك، ويمكن يكون حالنا أحسن بكثير، والذي سننجزه بسنة يمكن أن ننجزه بشهر، فالوقت موجود والمهارات ويمكن أيضاً أن يكمل جامعته، بقي له فصل فقط، ويكمل ولكن 6 سنوات، وهو يعدني أنه سيكمل، ولكن ماذا نفعل بالتسويف.
أرجو أن تكون الفكرة واضحة، وأرجو الرد لأنني في قمة الإحباط.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن صاحبة الهمة العالية لا يصيبها الإحباط، وأسعدني أنك قلت إن زوجك يستمع إليك، ويسعى في إرضائك ويجاملك، وكل هذا يدل على أن لك منزلة في قلبه، ونسأل الله أن يديم بينكم الألفة، وأن يلهمك السداد، وأن يمنحه الثقة والنشاط.
أرجو أن تعلمي أن للمرأة تأثيراً كبيراً، وقدرات هائلة في التأثير على زوجها وأولادها، فحاولي أن تغيري أسلوب الوعظ والتذكير بأسلوب الحوار معه، وتشجيع كل خطوة منه حتى لو كانت قليلة؛ لأن مشوار المليون ميل يبدأ بالخطوة، واعلمي أن الناس يتفاوتون في الهمة وفي كل شيء، ولكن بالتشجيع وطول النفس واختيار الأوقات المناسبة، والألفاظ اللطيفة يحصل الخير الكثير.
من هنا فنحن ننصحك بالتركيز على إيجابياته وتسليط الأضواء عليها، وتضخيمها ونسبة نجاحاتك إليه وإشراكه في المشاريع الناجحة، ثم الانطلاق بعد ذلك إلى معالجة السلبيات، فلو أنك قلت له يعجبني فيك كذا وكذا، وحبذا لو فعلنا كذا وكذا، مع ضرورة أن تتجنبي عبارات كقولك أوصلتني للإحباط؛ لأن مثل هذه الكلمات تأثيرها سلبي عليك وعليه، والأفضل أن تقولي له سننجح بحول الله وقوته.
حاولي أن تشيري إلى بشريات المستقبل، وكوني إيجابية، فلأن نضيء شمعة خير من أن نلعن الظلام، وفرق كبير بين من يقول ما بال الدنيا مظلمة وبين من يقول هاأنذا مضيء.
هذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يريك في زوجك ما يسرك، وشكراً على هذه الاستشارة التي تدل على نفس تواقة للمعالي، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، واعلمي أنه سبحانه يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، واستفيدي من أوقات نومه وانشغاله، فإن كسله لا يبرر لك الكسل، بل ينبغي أن يدفعك لمزيد من النشاط.
وبالله التوفيق والسداد.