الثعلبة عند الأطفال، هل لها من حل؟

2011-01-18 08:48:21 | إسلام ويب

السؤال:
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد المبارك.

ابنتي عمرها أربع سنوات، ظهرت عندها من حوالي عشرة أيام بؤرتين خاليتين من الشعر، والشعر الأمامي خفيف جداً، بعد الكشف الأول عند طبيبة جلدية عرفنا أنها ثعلبة، وأعطتنا الطبيبة كريللا لدهان الأماكن المصابة، وشراب فيتامين.

البؤر كانت مساحتها تزداد بسرعة كبيرة، كشفنا عند دكتور آخر فأعطانا كريللا وفيتامين وفيندكسين مرة واحدة يومياً، بلا فائدة.

كشفنا عند طبيب آخر قال اتركوا كل هذه الأدوية لأن البنت صغيرة على هذه الأشياء وعلى فروة الرأس، وأعطانا زيرتك شراب والبيسين (alpecin lotion) وقال ادهنوا المناطق المصابة فقط، أنا وجدت الدواء الأخير مكتوب عليه أنه مقوي للشعر ويمنع التساقط، فهو ليس بعلاج ولكنه مستحضر تجميل، فماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالثعلبة من الأمراض المناعية، وغالبا ما تأخذ مسيراً مديداً، وتتفاوت نسبة الاستجابة للعلاج من شخص لآخر حسب العوامل المحرضة للمرض، على الرغم من العلاجات المستعملة وشدتها.

لا داعي للقلق والهلع، بل خذوا الأمور بالتروي، فلربما الهلع ينتقل بشكل أو بآخر إلى ابنتكم ويصيبها نوع من الخوف من كثرة قلقكم، فتظن أن مصيبتها كبيرة فيزيد المرض على الرغم من الأدوية الكثيرة.

الثعلبة تحتاج عناية متعددة، تبدأ بتحري الأسباب الممكنة، والتي يمكن أن تؤثر في مناعة الجسم، مثل الإنتانات والحالة النفسية، مثل الخوف والقلق، وهذا قد يؤثر عند الأطفال أيضاً، وأحياناً يظن الأهل أن الطفل لا يتأثر نفسياً فقط لأنه طفل، والحقيقة أن الطفل كالكبير له مشاعره ونفسيته.

وحتى نوفي الموضوع حقه دعونا نبدأ من الأول وبشكل عام:

ـ الثعلبة واسمها العلمي (الحاصة البقعية ) هي من أمراض الشعر المناعية، وهي مرض غير معد.

وصف المرض: يكون الجلد المصاب أجرد تماماً، وأملساً، ومحدداً، وغالبا ما يكون هناك تاريخ ابتداء ثم تطور نابذ، أي تنتشر إلى المواضع المحيطة بالتدريج، ولا يغطيها قشور ولا وسوف، ولا يتغير لونها إلا إذا تهيجت بسبب التدخلات الخارجية، وأغلب المواضع إصابة هي الفروة (جلد الرأس) وقد تُصيب أي بُقعة مشعرة حتى الأجفان والأهداب، وقد تكون معمّمة لكامل الرأس أو كامل الجسم.

أسبابها إما مناعية (إن ترافقت مع أمراض مناعية كالسكري والدرق) أو وراثية (إن ترافقت بمرض المنغولية) أو تحسسية (إن ترافقت مع الأكزيما البنيوية) ومن الأشياء التي تُضعف المناعة والمتهمة في إثارة الثعلبة الإنتانات، مثل (البؤر الصديدية أو الإنتانية الخفية أو الظاهرة) أو نخرة سنية غير معالجة، أو القلق الشديد، أو الحالة النفسية غير المستقرة، أي يفضّل فحص الأسنان واللوزتين، والجيوب الأنفية، وعلاج ما يحتاج علاج، ثم فحص العيون، فقد يحتاج المريض لنظارة، وهو لا يعرف ذلك... وهكذا، وقد تعود الثعلبة بعد التحسن بعودة الأسباب.

علاجها :

1- بتحسن مناعة المريض العامة.

2- هناك ما يُسمى المبيغات الموضعية (أي مهيجات الجلد لإحداث توسع وعائي واحمرار) وهي تُفيد في إحداث التهاب يؤدي إلى العودة إلى نمو الشعر في أغلب الحالات.

3- المراهم الكورتيزونية الموضعية (يجب ضبط قوة الكورتيزون ، ومدة العلاج لتجنب الآثار الجانبية تحت إشراف طبي).

4- الحقن الكورتيزوني الموضعي (1 إلى 7 من التريامسينولون ) ويحتاج إلى حذر شديد على الفروة (تحت إشراف طبي أيضاً ) ولا ننصح بها لابنتكم في الوقت الحالي.

5- العلاج الضوئي الكيميائي الموضعي، وهو أقل فائدة من الجهازي (أي حبوب، ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية) ويحتاج على الأقل 60 جلسة، بمعدل 3 جلسات أسبوعياً ليبدأ التحسن (تحت إشراف طبي) ولا ننصح بها أيضاً لابنتكم في الوقت الحالي.

6- في الحالات المنتشرة أو المعندة ( التي تقاوم ) قد تعطى الكورتيزونات عن طريق الفم، ولكن ضمن شروط إعطائها، من مراقبة ضغط الدم، وسكر الدم، وغيره (تحت إشراف طبي) ولا ننصح بها أيضاً لابنتكم في الوقت الحالي.

7- معدلات أو مغيرات المناعة، مثل مستحضر سايكلوسبورين إي، مع مراقبة تصفية الكرياتينين بمعدل كل أسبوعين مرة (تحت إشراف طبي).

8- وأخيراً: العلاج بالتحسس عن طريق استعمال المادة (DPC) أو (DNCP) وأمثالهما ولكنه يحتاج إلى طبيب خبير في استعماله.

العلاج الأنسب هو العلاج الذي يقدّر لكل حالة بحالها، فالمتوضعة الجديدة غير المعممة الكبيرة، والذكر غير الأنثى، والصغير غير الكبير، وغير ذلك من الفوارق.

ونكرر يجب استعمال الأدوية تحت إشراف طبي، وعدم الاجتهاد في غير الاختصاص، فأغلب ما ذكرناه يحتاج المساعدة من الطبيب المختص.

وباختصار عند الأطفال:

- تحسين المناعة ونفي الأسباب المحتملة المذكورة أعلاه.

- إعطاء الفيتامينات فهي إن لم تفد لا تضر.


- إعطاء مهدئ قبل النوم مثل مضادات الهيستامين.

- تأهيل الطفل ليعيش بسلام مع هذه المشكلة دون أن تؤثر على مستقبله الدراسي أو النفسي.

- إعطاء علاجات موضعية وتجنب العلاجات العنيفة أو الجهازية التي قد تؤثر على أجهزته أو نموه.

- المتابعة مع طبيب أخصائي ثقة والصبر، لأن العلاج يحتاج مسيرة طويلة وليس أياما أو أسابيع.

نسأل الله الشفاء العاجل لابنتكم، والله الموفق.

www.islamweb.net