الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك احتمالان لحالتك، الأول أنه القشب، والثاني هو الإكزيما.
أما القشب، فبعض الناس تُصاب أيديهم بالجفاف المتفاوت الشدة، ويزداد ذلك على ظهر اليدين، خاصة وأنهما مكشوفتان، كما تزداد الإصابة بالجفاف في أشهر البرد على وجه التحديد، فهو عبارة عن جفاف جلد، قد يتحول إلى شكل التهاب متشقق متقيح في حالاته الشديدة.
والعلاج يكون بالوقاية من الجفاف، وذلك باستعمال المرطبات المختلفة، مثل: (اويلاتم أو البيبانثين)، أو الفازلين، أو اليوريا، وهناك مرطبات حديثة ذات أثر مديد، مثل (ريبير)، وقد يُكتفى بدهن أبسط المرطبات المتوفرة والرخيصة، مثل زيت الزيتون، أو الغليسيرين، ويفضل غمس اليدين بماء فاتر محتمل لدقائق، ثم دهنهما بالمرطب قبل أن تجف، وبذلك ينحبس الماء في الجلد، فيعطي تأثيراً مرطباً لفترة أطول.
أما لو جف الماء قبل الدهن لأعطى تأثيراً مجففا بدل الترطيب، ولذلك يفضل تجفيف اليدين مباشرة بعد كل غسل إن لم ندهن بالمرطب، (أي مباشرة إما دهن بالمرطب وإما تجفيف الماء) كما يمكن استعمال قفازات قطنية ليلاً عند النوم لحفظ اليد وحمايتها من الجفاف، سواءً مع الدهن المرطب أو بدونه، واستعمال المرطبات وملينات الجلد مرةً واحدة لا يعني أنها ستكفي لفترات طويلة، بل علينا إعادة الدهن كلما دعت الحاجة.
إن كانت هنالك تشققات، فيفضل استعمال المضاد الحيوي الموضعي على شكل مرهم، وذلك للحماية من الإنتانات المحتملة بسبب تلف الجلد الذي يُعتبر خط دفاع ضد هذه الجراثيم.
قد يظن البعض أن هذا الجفاف يعالج بالغسل، فيغسل ولا يجفف، ولكن يجب معرفة أن الماء مع أنه يبلل الجلد ويشعر من يستعمله بالترطيب الفوري، إلا أنه يساعد في تجفيف الجلد لو تُرك فترة عليه ليتبخر من تلقاء نفسه، فهو إن تُرك احتاج إلى حرارة ليتبخر فيأخذ هذه الحرارة من الأجسام الملامسة له، وهي الجلد، وبالتالي فإن أخذ حرارة الجلد تؤدي إلى جفافه -أي بالتالي يجف الجلد المتروك لتنشف عليه الماء- ولكن هذه القابلية تتفاوت من شخص لآخر، فأصحاب البشرة الجافة تجف جلودهم بسرعة، وقد تتشقق وتصاب بالقشب لو ترك عليها الماء بدون تنشيف، وأما أصحاب البشرة الدهنية أو الجلد الرطب بطبيعته فقابليته للتقشف تقل.
إن البرد هو من العوامل المساعدة على جفاف اليدين وقشبها، ولذلك يكثر هذا المرض شتاءً ويقل صيفاً، والمرء حكيم نفسه، فهو يقدّر إن كان ترك الماء على جلده يزيد من القشب أم لا.
وأما تحمل الماء البارد، وخاصة في الفصول الباردة، فإنه أيضاً يختلف من شخص لآخر، وكل إنسان هو الأقدر على تقييم تحمله ومعرفته بما يناسبه.
هناك بعض الأمراض التي توجب على المريض عدم استعمال الماء البارد، مثل: مرض شرى البرد الفيزيائي (كولد الأورتيكاريا)، ومرض نقص (غلوبيولينات) البرد، وهناك الشرث والذي يسمى في بعض البلدان بالتثليج، ففي حال وجود مرض معروف مشخص ومثبت عندها يجب تجنب البرد عموما والماء البارد خصوصاً.
الخلاصة أن الماء يساعد على جفاف الجلد، خاصة عند أصحاب القابلية لذلك، وخاصة في المواسم الجافة الباردة، وعلاج ذلك باستعمال المرطبات، والآن نورد قائمة بالمرطبات المختلفة، ولو أن بعضها ذكر أعلاه، حيث يمكن استعمال بعض المرطبات مثل:
الفازلين أو اليوريا 10% ، والغليسيرين أو الغلسيرين الممزوج بالماء بنسب متساوية، وزيت الزيتون، والفاكيري لوشن أو اليوريكسين أو الأويلاتوم جيل أو الأوسيرين أو اللايبوبيز أو الإلوبيز، أو غيرها مما هو متوفر في الأسواق المحلية عندكم، وهناك مرطبات للجلد الجاف الأكزيمائي مثل مستحضرات أتوديرم أو مستحضرات ريبير أو مستحضرات ريميديرم، أو غيرها الكثير والمتوفر حسب المناطق الإقليمية والتجارية، والمهم أن يكون مرطباً ومليناً للجلد، وأن يتحمله الجلد.
أما الاحتمال الثاني وهو الأكزيما فقد ناقشنا أكزيما اليد بشكل مختصر في الاستشارة رقم (
260662)، وأما مناقشة أكزيما مزمنة على اليدين والقدمين فقد ناقشناها في الاستشارة رقم (
298418).
يجب أيضاً تفريق الأكزيما المزمنة عن غيرها من التهابات اليد كالصدفية والفطريات، ناقشنا ذلك في الاستشارة رقم (
292343)، والتي تورد صفات التشقق الشديد للقدمين في حالات مثل الصدف والأكزيما والفطريات.
أما الكلمة الفاصلة فتعود لصاحب العلاقة، وهي أنه إذا لاحظ ازدياد المشكلة على وجود سبب واضح مثل المنظفات، فالحل الأولى هو الابتعاد عن هذا السبب، كما أنه ليس من الحكمة المكابرة والاستمرار على التلامس مع مواد مشبوهة تؤدي إلى معاناة، أما لو ثبتت براءتها فلا مانع من التعاطي معها واستعمالها.
وبالله التوفيق.