ضيق النفس والمخاوف الناتجة عن التواجد في الأماكن المظلمة والضيقة
2011-02-09 07:26:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أرجو الرد على رسالتي في أقرب وقت، لأنها تسبب لي قلقاً، منذ فترة وأنا أجلس أمام جهاز الكمبيوتر، وقرأت خبراً عن ظهور نتيجتي قريباً، شعرت أنني لا أستطيع التنفس، والآن منذ فترة ليست بقليلة عندما تنقطع الكهرباء ليلاً أشعر أنني لا أستطيع التنفس، وأنه سيحدث لي إغماء! وفور إضاءتي للكشاف أشعر أن هذا الإحساس اختفى تماماً، ويحدث أيضاً عند ركوب المصعد الكهربائي، وأشعر أنه لو حدث عطل له ووقف سأفقد التنفس.
ما تفسيركم لحالتي؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك قلبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الإنسان قد تمر به أحداث وظروف، ترسخ في عقله وفي وجدانه وفي كيانه، وتأثر عليه، ويحدث بعد ذلك ما يسمى بالارتباط الشرطي، أي أن الإنسان متى ما مر بنفس الظرف أو نفس الحدث، أو مجرد أنه فكر فيه في محيط مماثل للتجربة السابقة، فسوف يحدث له نفس التفاعل الذي حدث له في المرة الأولى.
أنت كما تفضلت وذكرت حدث لك صعوبة في التنفس، وهذه من الواضح أنها حالة قلقية حادة، وهي مرتبطة بالوضع الذي كنت فيه، حيث أنك كنت أمام جهاز الكمبيوتر، وقرأت خبراً عن ظهور نتيجتك، وبعد ذلك أصبح الأمر مرتبطاً بانقطاع الكهرباء كما ذكرت، أو عند ركوب المصعد يأتيك الشعور بأنه لو حصل عطل سوف تفقدين التنفس!
هذه كلها نسميها الروابط الشرطية، وهذه عملية نفسية معقدة لا أريد أن أدخل في تفاصيلها، ولكن الذي أود قوله هو ما ذكرته لك حول الارتباط ما بين حدث معين وما بين تفاعل نفسي، والتفاعل النفسي في حالتك هو كان في صعوبة التنفس أو تخيل ذلك، وبعد ذلك أصبح الأمر فيه شيء من الوساوس.
كذلك ما يسمى بالقلق الافتراضي، أي الإنسان يفترض أنه إذا حدث له هو في وضع معين سوف يحدث له كذا وكذا، وهذا عموماً كله يأتي تحت القلق، وليس أكثر من ذلك، والبعض يسميه القلق الظرفي، أي أنه مرتبط بظرف معين.
أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج الأساسي هو عن طريق التجاهل، وأن تقطعي هذه الروابط، وذلك بأن تحقريها وقولي لنفسك: (لا، إذا انقطعت الكهرباء لن أحس بأي ضيق في النفس، هذا الأمر لماذا يشغلني؟!) بمعنى آخر ضعي افتراضات مخالفة، وذلك - إن شاء الله - يؤدي إلى فك الارتباط الشرطي الذي حدث لك، ويمكنك أيضاً أن تبني روابط جديدة، مثلاً قومي بإطفاء الكهرباء، وفي هذه اللحظة قولي لنفسك أنا سوف أحس باسترخاء؛ لأن الهدوء والسكينة والليل والظلام قد تشعر الإنسان في بعض الأحيان بالاسترخاء، هذا نسميه التأثير الإيحائي الداخلي، وهو مفيد جداً إن شاء الله تعالى.
دربي نفسك على تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس المدرج تفيد في مثل حالتك، ولتطبيق هذه التمارين اجلسي على الكرسي في مكان هادئ في الغرفة دون ضوضاء أو إضاءة شديدة، أغمضي عينيك ثم ارفعي رأسك قليلاً، افتحي فمك وضعي يديك على ركبتيك، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وببطء وشدة عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، وبعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم، وبكل قوة وشدة كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، هذا إن شاء الله يفيدك كثيراً.
حتى نتأكد من زوال هذه الحالة تماماً سوف أصف لك أحد الأدوية البسيطة التي يعرف عنها أنها مفيدة في مثل هذه الحالات، الدواء يعرف باسم فافرين (Faverin) والذي يعرف علمياً باسم فلوفكسمين، وهو دواء جيد جداً لعلاج قلق المخاوف، تناوليه بجرعة (5) مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء، ويفضل تناول الدواء بعد تناول الأكل.
إذن أيتها الفاضلة الكريمة: الحالة مفسرة جداً كما ذكرت لك، وهي حالة بسيطة وعرضية، وإن شاء الله باتباعك لما ذكرناه لك سوف تنتهي هذه الحالة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.