زوجي يسيء إلي فيسب ويضرب.. ما الحل؟
2011-02-16 10:45:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أم ثلاثة أبناء، مشكلتي هي مع زوجي وتصرفاته معي، فهو يسب ويضرب، ومرة قال لي (تف عليش) عدة مرات يفعلها، وحياتي أصبحت صعبة، ومرة حصل بيننا خلاف فقال: (لو تزوجت حمارة أحسن) فما معنى كلامه هذا؟ وقال لي أنا أكون أم العيال بس! قلت له يعني ما تريدني؟ فلم يرد علي.
حتى يوم أقول له سأذهب إلى بيت أهلي يقول روحي.
أرجو يا شيخ الرد علي بسرعة لأعرف ما هو الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك، وأن يديم بينكما الألفة والمحبة، وأن يزيل ما بينكما من الشحناء.
لا شك أيتها الأخت أن ما يفعله زوجك من السب والإساءة أمرٌ لا يجوز له، ولا ينبغي أن يفعله مع زوجته، ونحن نقدر ما تعانينه من أثر هذه الإساءة إليك، ولكن مع هذا نرجو أن تكوني جادة لمحاولة التخلص من هذه المشكلة، فإن الحياة الزوجية صحيح لا تخلو من بعض المشكلات، ولكن لا ينبغي استمراء هذه المشكلات والمداومة عليها، بل ينبغي السعي الجاد في محاولة علاجها وعدم تمكينها من التفاقم أو الزيادة.
وأنت أيتها الكريمة إذا صبرت على مثل هذه التصرفات من زوجك، وحاولت امتصاص غضبه، وكنت ليّنة الجانب متواضعة هينة سهلة فإنك بهذا تؤجرين إن شاء الله تعالى بمحافظتك على بيتك، وتؤجرين لأنك أحسنت إلى زوجك وأحسنت إلى نفسك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث -وهو حديث عظيم ينبغي أن يكون دائمًا حاضرًا بين عينيك-: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود – يعني التي تتودد إلى زوجها وتحبب إليه – الولود، العؤود على زوجها) ثم فسّر هذه العبارة فقال: (التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى).
فلك أيتها الكريمة أن تتصوري هذا المشهد وهذا المنظر لو حصل معك أنت ففعلته مع زوجك، كيف سيكون رد فعل زوجك على هذا السلوك منك؟ تصوري أن الزوج آذاك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أوذيت) آذاك وسبك، ثم جئت أنت بكل لين وتواضع وأخذت بيد زوجك، ثم قلت له (يا أبا فلان ما الذي أغضبك مني؟ أرجو المسامحة، العفو والصفح، والله لا أنام حتى ترضى عني) ونحو ذلك من العبارات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (تقول: والله لا أذوق غمضًا حتى ترضى).
هذا السلوك أيتها الأخت أنت أولاً تؤجرين عليه بأرفع الدرجات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل المرأة المتصفة بهذه الأخلاق من أهل الجنة، فقال: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟) ثم أنت أيضًا تحققين مصالح دنيوية كثيرة عاجلة، وهي الحفاظ على أسرتك وأولادك وبيتك، وطرد الشحناء والبغضاء من البيت، والعيش في حياة هادئة مستقرة، واحترام الزوج لك، فإن طبيعة النفس البشرية أنها تحب من أحسن إليها، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم} هذا مع العدو فكيف بالحبيب القريب إذا قُوبلت الإساءة بالإحسان؟ لك أن تتصوري كيف سيكون رد فعلها من الزوج؟! ولهذا نحن نتمنى أن تتغلبي على نفسك، وتجاهدي نفسك لتقومي بهذا الدور، وهو محاولة حسن التبعل للزوج، وطلب رضاه وإن كان هو المسيء لك، والذي يدفعك إلى هذا ويشجعك عليه هو ابتغاء الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى.
وهذا الحديث ينبغي أن يكون حاضرًا دائمًا بين يديك لتتذكري جزاء هذا السلوك وثوابه، وهو الجنة التي عرضها السماوات والأرض.
هذه المشكلة أيتها الكريمة لا شك ولا ريب أن وراءها أسباباً، ومن أهم خطوات العلاج معرفة هذه الأسباب، ومن ثم ينبغي أن تكوني جادة في التعرف على أسباب غضب الزوج ووقوعه في هذا السلوك، فربما يكون السبب منك أنت، فتجتنبي ما يُغضب الزوج، وربما يكون من غيرك فتحاولي إفهام الزوج وإقناعه بالحوار الهادئ وباللطف حتى يعذرك ولا يسبب لك ما لا تستحقين تحميله، فربما كان غضب الزوج بسبب تصرفات منك، إما لإهمالك في حقٍ من حقوقه، أو لتفريطك في طاعته في أمر ما، أو لأمر ما، فينبغي أن تكوني حكيمة عاقلة، فتستغلي أوقات هدوء الزوج، وتجلسي معه جلسة يسودها الحب والود، وتطلبي منه برفق أن يبين لك السبب الذي يجعله يتصرف هذه التصرفات لتجتنبي هذه الأسباب.
ومن وسائل العلاج أيتها الأخت أن تحاولي تذكير الزوج بلطف في أوقات هدوئه بالخوف من الله تعالى، والحذر من الظلم، وأن للزوجة حقوقاً على زوجها، كما أن للزوج حقوقًا على زوجته، وأن حسن المعاشرة هي ما أمر الله عز وجل به الزوجين، فلكل واحد من الزوجين على الآخر أن يعاشره بالمعروف، ويستحسن أن تُسمعي الزوج في أوقات الهدوء والراحة بعض المواعظ التي فيها تذكير للزوجين وحق كل واحد منهما على الآخر، وهي كثيرة ولله الحمد موجودة على موقعنا وعلى غيرها من المواقع الإسلامية.
ينبغي لك أيتها الكريمة أيضًا أن تحذري من الخروج من البيت بغير إذن الزوج، أو أن تخرجي مراغمة له أو قهرًا عليه، أو حال غضبه، أو نحو ذلك، فهذا السلوك لا ينبغي لك أن تفعليه؛ لأنه مما يزيد المشكلة، والرجل قد يشعر أحيانًا بأن كبرياءه جُرح وانكسر، فيحاول أن يُظهر رجولته بأنواع من التصرفات، مثل الغضب، والسب والضرب، ونحو ذلك، فإذا أحس الرجل بأنه لا يمس في رجولته ولا يمس في كبريائه فإن هذه التصرفات لن تجد ما يدعو إليها وما يستفزها.
ومن ثم نحن نوصيك أيتها الكريمة بالصبر أولاً ما استطعت، ومحاولة الإحسان إلى الزوج بقدر الطاقة، لا سيما وأنت من مجتمع ولله الحمد الأصل فيه والغالب فيه الطيبة ولين الجانب وحسن الخلق، ومن ثم فإذا وجد الزوج معاملة بهذا النوع من الرقي الذي وصفناه لك، فنحن على ثقة بأنك لن تجدي منه إلا الخير ولن تجدي منه إلا المعاملة بالمثل أو أحسن.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك هذا السلوك وأن يعينك عليه.