المرض الفصامي غير المصنف، ما هي الأعراض والعلاج؟
2011-03-01 09:29:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدى شقيق يبلغ من العمر (45 سنة)، ظهر عليه مرض نفسي منذ سنتين، وجعله لا يأكل إلا بعد مغيب الشمس، ويرتدي ملابس متسخة دائماً، ويظل طيلة اليوم على انفراد، وبما أنه مدرك للأشياء التي حوله، فهو يتابع أخبار الرياضة على التلفاز عن كثب، وفي حالة النقاش معه في أي من المواضيع يتحدث كثيراً دون انقطاع، ولا يترك مجالاً لأحد أن يتدخل أو يجاريه في النقاش، ويفضل تناول كوب الشاي من دون سكر، ولا ندري ما سر ذلك، كما أنه يكثر في شرابه، ولا يرضى أن يوصف بأنه مريض نفسياً، فأفيدونا.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الباقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه التصرفات غير الطبيعية تدل على أن هذا الأخ يُعاني من أعراض ذهانية، أعراض اضطراب من نوع مرض الفصام، وهذا نسميه بالفصامي غير المصنف، حيث إن الفصام يُقسم إلى عدة أنواع، وهذا النوع ليس بالفصام الظناني الباروني وليس بالفصام الهيبفريني، وليس بالفصام البسيط، وليس بالفصام التخشبي، وهذه هي الأنواع الشائعة للفصام، وهناك أنواع أخرى تأتي تحت ما يسمى بالفصام غير المصنف.
وأما ما ذكرته حول أنه يتابع أخبار الرياضة، وله مواقف يناقش فيها الناس، ويتطرق إلى مواضيع كثيرة، ولا يترك مجالاً لأحد أن يتدخل أو يناقشه، هذه الجزئية فيها ما هو طبيعي وفيها ما هو غير طبيعي، أي أنه ملم ومدرك بأشياء كثيرة، وفي نفس الوقت تجده له منهجه الخاص في التعامل مع الناس، وهذا ما نسميه بازدواجية التوجه، وهذا يُقصد به أن الإنسان لديه جانب مرضي، ولديه جانب نستطيع أن نقول إنه واقعي، فالإنسان أيّاً كانت درجة مرضه لا يفقد ملكاته كاملاً.
وهذا الأخ يمكن أن يساعد علاجياً، والعقبة الأساسية هي أنه يقول إنه ليس بمريض نفسي، وهذا شائع جدّاً وسط المرضى النفسانيين، ويعتبر هذا أيضاً من وسائل تشخيص هذا المرض، ونسمي ذلك بافتقاد البصيرة وعدم الارتباط بالواقع.
الذي أنصح به هو أن يتولى شخص واحد التفاوض مع هذا الأخ، ولا يقول له أنك مريض نفسياً، بل يقول له إنك تعاني من بعض الإجهاد النفسي والجسدي، وقد لاحظنا ذلك بوضوح، فلماذا لا نذهب ونقابل الطبيب من أجل عمل بعض الفحوصات والإجراءات الطبية الأخرى.
هذا هو المنهج المعقول، ودائماً نختار الشخص الذي يستطيع أن يؤثر على هذا الأخ، ولا أنصح أبداً أن يتكاثر عليه أفراد الأسرة وكلٌ يحاول أن يدفعه للذهاب إلى الطبيب بحجة أنه مريض؛ فهذا لا يُجدي، بل ربما يولد لديه شكوكاً كثيرة، وأود أن أبشرك بأنه توجد علاجات جيدة ومفيدة كثيرة الآن، فأرجو أن لا يُحرم هذا الأخ من نعمة العلاج.
وختاماً: نشكرك على اهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.