الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن حالتك واضحة جدّاً ومفهومة، وهي أنك تعاني من قلق عام، وهذا القلق ظهر أيضاً في شكل مخاوف ووساوس وتوترات وقلق، ونتج عنه ما نسميه بالاكتئاب الثانوي.
لديك علة واضحة جدّاً، وهو ما نسميه بالاضطراب (الأنية) أو الشعور بالتغرب عن الذات، وقد وصفتها بصورة جيدة وواضحة جدّاً.
أيها الفاضل الكريم: العلاج يتمثل في الآتي:
1) يجب أن تكون لديك ثقة في نفسك.
2) يجب أن لا تترك هذه الأفكار مثل ضعف الشخصية وعدم الثقة تستحوذ عليك، هذه مشكلة أكبرى، ما هو المقاس الذي قست به شخصيتك لتعتبر نفسك شخصية ضعيفة؟ وما هو مقياس عدم الثقة الذي قمت بتطبيقه؟ هذه الأمور نسبية جدّاً أيها الفاضل الكريم، ويجب أن تفكر دائماً أنك لست بأقل من الآخرين، لا تظلم نفسك، لا تحقر نفسك.
3) أنصحك بحسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت من الوسائل التي تشعر الإنسان بقوة شخصيته وتعطيه الثقة في نفسه، وأعني بحسن إدارة الوقت أن تقسم وقتك إلى ثلاثة أقسام أو مراحل.
القسم الأول: أن تقوم بمتطلبات الحياة العادية، من أكل وشرب ونوم وخلافه.
القسم الثاني من إدارة الوقت يتمثل في أن تجتهد في دراستك وتركز على دروسك.
القسم الثالث لإدارة الوقت: هو أن تحاول أن تكون بارعاً ومبدعاً ومتفوقاً، وهذا يأتي من خلال التفكير الإيجابي أيضاً، أن يكون لك تواصل اجتماعي،أن تتخذ الرفقة الحسنة،أن تزور أرحامك،أن تشارك في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وهكذا، أي أن تكون مفيداً لنفسك وللآخرين.
4) أنت مطالب بممارسة الرياضة يومياً لمدة لا تقل عن أربعين دقيقة، الرياضة مفيدة وتبني طاقات نفسية وجسدية جديدة، وتزيل الطاقات النفيسة السلبية.
5) أنصحك أيها الفاضل الكريم بأن تكون حريصاً على صلاة الجماعة في المسجد، صلاة الجماعة في المسجد تطمئنك وتجعلك قابلاً للتفاعل الاجتماعي بصورة جيدة وبصورة تجعلك في نهاية الأمر تحس بالرضى، ومن خلال الصلوات الخمس يمكن أيضاً أن تدير الوقت بصورة جيدة، ماذا سوف تفعل قبل الصلاة وبعدها وهكذا، ولا شك أن العبادات الأخرى من تلاوة للقرآن والذكر والدعاء ومعاملة الناس بحسن الخلق، كلها تضيف إلى رصيد الإنسان النفسي بصورة جيدة.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأقول لك: ابن دائماً أفكاراً إيجابية عن نفسك، ولابد أن تكون لك قدوة ونموذجاً صالحاً تتبعه، فهذا أمر مطلوب.
أنت ذكرت أنك قد أُعطيت علاج دباكين، لا أعرف لماذا أعطيت هذا العلاج، هل كان لديك مثلاً زيادة في كهرباء الدماغ؟ لأن هذا الدواء يُعطى في مثل هذه الحالات.
أخيراً كنت أود أن أصف لك علاجاً دوائياً ولكنك ذكرت أنك لا تريد أدوية، لكن عموماً أود أن أطرح لك اسم دواء واحد فقط ولك الاختيار، إن شئت تناولته ففي هذا خير كبير لك إن شاء الله حسب ما أعتقد، وإن شئت أن لا تتناوله فالأمر أيضاً متروك لك.
الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس)، والجرعة المطلوبة أن تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها ليلاً، ثم بعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرام، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء من الأدوية الممتازة والفعالة، والتي أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيراً كثيراً، هذا إن شئت أن تتناوله، وما من داء إلا له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، وتتداووا عباد الله.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 )
وبالله التوفيق.