الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كيان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن أعراضك واضحة جدّاً، وهي أنك تعانين من القلق الاكتئابي، ولديك أيضاً بعض الأفكار الوسواسية، وهذه الأفكار الوسواسية واضحة، خاصة الاجترارات المتعلقة بالتساؤل حول الذات الإلهية، وحتى ما ذكرته حول الانتحار أعتقد أنه فكر وسواسي أكثر من أنه فكر اكتئابي.
عموماً العلاج مهم في حالتك، وأعتقد أن مواصلة العلاج مع الطبيب خاصة الخدمات النفسية في قطر ممتازة جداً، سيكون هو الأمر الأفضل بالنسبة لك.
أما إذا كان هنالك صعب، أي أنك لا تودين الذهاب إلى الطبيب فأنا أقول لك إنه من الضروري أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والوساوس، وأفضل دواء في حالتك هو عقار (بروزاك) والذي يسمى علمياً باسم (فلوكستين)، يمكن تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، وبعد شهر ارفعي الجرعة إلى كبسولتين، وهذه هي الجرعة المناسبة بالنسبة لك، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع كبسولات في اليوم، ولكنك لست في حاجة لهذه الجرعة، بعد انقضاء الستة أشهر خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه هي الجرعة الوقائية، بعد ذلك أعتقد يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.
(البروزاك) لا يؤدي إلى أي نوع من الخمول ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن، وهو محسن للمزاج ويزيد إن شاء الله من طاقاتك النفسية والجسدية، ويقضي على الوساوس بإذن الله تعالى.
هذا من جانب، ومن جانب آخر: لابد أن تحاوري نفسك فكرياً لتصلي إلى أن هذه الأفكار أفكار سخيفة، وما دامت سخيفة يجب أن يتم تجاهلها ويجب أن تُحقر.
عليك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تديري وقتك بصورة جيدة، فإدارة الوقت بصورة جيدة دائماً هي من أحد وسائل النجاح، وتقلل على الإنسان كثيراً من همومه، فالفراغ يتصيد الناس ليملي عليهم فكراً وسلوكاً سالباً.
اختلطي بزميلاتك، مارسي الرياضة، مارسي تمارين الاسترخاء، اجتهدي في دراستك، احرصي على الذهاب إلى أماكن تحفيظ القرآن وهي كثيرة الحمد لله في قطر، حيث تلتقين إن شاء الله الصالحات من النساء، وفي مثل هذه التجمعات يحس الإنسان بالطمأنينة.
ليس هنالك أبداً ما يدعوك إلى التفكير في الانتحار، فأنت مسلمة، وأنت شابة ولك إن شاء الله الكثير من الأشياء في الحياة التي من أجلها تعيشين، وأهمهما إقامة شرع الله تعالى وعمل الطاعات وعمل الصالحات.
بالنسبة للنقطة التي شغلتك حول هذا الشخص الذي يسأل عن أخيه الذي انتحر حين كان عمره خمساً وعشرين عاماً، نسأل الله تعالى أن يغفر له، ويجب أن لا تشغلك هذه الأمور أبداً، فلكل إنسان ظروفه ولكل إنسان طريقته في الحياة، وهذا نوع من الفكر الوسواسي، يجب أن لا تعطيه أي نوع من الاهتمام، عيشي حياتك بقوة، عيشي حياتك بأمل ورجاء، ونصيحتي الأخيرة لك هي محاولة معاودة الطبيب النفسي مرة أخرى، هذا سوف يكون فيه خير كثير لك.
ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي:
منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ) تحريم الانتحار :
110695 -
262353 -
230518
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.