ترك الفتاة بعد خطبتها وآثاره السيئة عليها.
2011-03-15 08:31:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقد أرسلت لكم سؤالاً قبل ذلك أوضحت فيه أني خطبت فتاة، ولكني لا أشعر بارتياح نفسي تجاهها، أو عدم قبول، فنصحتموني بأن أفكر جيداً في الأمر، إما أن أسير في الأمر أو أن أفسخ الخطبة، وقد فكرت مليّاً في الأمر وقررت فسخ الخطبة، ولكنها ترسل لي رسائل على الجوال تقول لي: إنها لن تسامحني، وإني ظلمتها، فهل أنا فعلاً ظلمتها؟!
علماً بأني خلال الفترة التي عرفتها -وهي شهر تقريباً- لم أرتكب أي خطأ شرعي في أي أمر بفضل الله، وإن كنت فعلاً ظلمتها فكيف لي أن أكفر عن هذا الذنب؟ لأني أشعر بعدم استقرار في حياتي، وبأن هناك شخصاً ظلمته قد يكون رافعاً يديه إلى الله يدعو علي.
فأرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، والهدف منها أن يتعرف كل طرف على الآخر، وعلى أسرته وأحواله، ومن حق كل طرف قبل الخطبة وبعدها أن يسأل عن الآخر، ويجب على من يسأل أن يكون صادقاً أميناً.
ومن حق كل طرف أن يقرر قطع العلاقة إذا وجد بالفعل ما يدعوه لذلك، ولكننا دائماً ننصح بعدم الاستعجال، وننصح باحترام المشاعر، وحسن الاعتذار، ونذكر كل طرف بأن الله سبحانه يعلم ما في الصدور، ونؤكد للجميع أن القرار قد يكون صعباً، ولكن أصعب منه وأخطر منه مسألة المجاملة والتهاون في حسم الرغبة والصدق فيها؛ لأن الحياة الناجحة تقوم على الرضا التام، والقبول والرغبة الأكيدة في الاستمرار، مع ضرورة أن يكون كل ذلك مشتركاً بين الجانبين.
ولا شك أن الفتاة تتضرر من ترك الخاطب لها لأن ذلك يثير علامات استفهام حولها، وقد يفوت عليها بعض الفرص، ولذلك فنحن نتمنى أن يقدر الشباب هذا الأمر، فلا يتقدموا إلا بعد دراسة متأنية، وسؤال وتقصي حتى لا يوقعوا أنفسهم وبنات الناس في الحرج، ولست أدري هل كنت سترضى مثل هذا الموقف لابنتك أو لأختك.
والمسلم يحب لأخواته وإخوانه ما يحبه لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه، والآثام ترتفع والظلم ينتفي إذا كانت الأسباب حقيقية، ونكرر وننبه إلى ضرورة الاعتذار الجيد، والثناء على الفتاة، حتى لا يظن الناس أنها تُركت لعيب فيها؛ لأن التي لا تصلح لك تصلح لغيرك، وليس عيباً في الشاب أن يرفض، وليس عيباً في الفتاة أن يتركها الخاطب، ولكن العيب في المعاصي والفواحش والموبقات، وفي البعد عن طاعة رب الأرض والسماوات.
ولا يخفى عليك أن الظلم الأكبر يقع ممن يتزوج بفتاة ثم يذلها ويهضم حقها، ويتركها بعد أن ينجب منها أطفالاً، ومن هنا فنحن نذكر مرة أخرى بأن ترك الفتاة في بداية الطريق أفضل ألف مرة من تركها بعد الزواج، والإنسان لا يدري أين يكون الخير، ((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ))[البقرة:216].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ثم بمشاورة من حضرك من العقلاء.
وبالله التوفيق.