ما هي الإجراءات المتبعة في علاج انحراف المراهق بحركاته الجنسية تجاه أمه؟
2020-04-07 04:29:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
أنا والدة محمد، هو طالب في الصف الأول الإعدادي، عمره (13) عاماً، وهو أكبر إخوته، عنده أخ وأختين أصغر منه، ومنذ سنة لاحظت عليه أنه يحتك بي، يعني مثلاً يعمل كأنه يريد أن يمر من ورائي من مكان ضيق، وأجده يلتصق بي، ويحدث له انتصاب!
كنت لا أصدق نفسي، حتى تكررت مرة ثانية، وعرفته أن هذا خطأ، وضربته ضرباً شديداً كي لا يكررها ثانياً، وبعد ذلك لاحظت عندما أكون لابسة ملابس قصيرة في المنزل أنه ينظر إلى ساقي، وعندما أكون ماشية وهو جالس وألتفت فجأة أجده ينظر إلي من وراء وأنا ماشية!
للعلم أن ابني مؤدب جداً -والحمد لله- ويصلي ويحفظ من القرآن، ولكن لماذا يفعل ذلك معي؟! لا أعرف السبب، أرجوك يا دكتور، ماذا أفعل؟ لأن حالتي النفسية سيئة بسبب ذلك.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد علاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الفاضلة والدة محمد -حفظها الله تعالى- بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك معنا في إسلام ويب.
لا شك أن هذا التصرف الذي يبدو من هذا الابن وفي هذا العمر هو تصرف انحرافي، فالطفل في هذه المرحلة يعرف الكثير جدّاً عن الأمور الجنسية، ويتحول لديه الانتصاب الإحساسي إلى انتصاب جنسي، ويحس فيه بشيء من اللذة، وهذا الأمر من وجهة نظري يجب ألا يتم التعامل معه بسهولة.
لا أريد حقيقة أن أرمي بعض الاتهامات جزافاً عليه، ولكن يجب أن نعرف من أين اكتسب هذه الخبرة؟ هل اكتسبها عن طريق شخص ما، عن طريق الإنترنت؟ عن طريق أقرانه، ما هو مصدر اكتسابه لهذه الخبرة؟
ثانياً: هل هو بالجهل وعدم الإدراك الذي يجعله يعرف حرمة الأم ويدرك أن هذا الأمر أمر مرفوض، ولا يجوز مطلقاً؟ لابد أن نتأكد من قواه العقلية والفكرية، وهذا حقيقة يجب أن يتم عن طريق مختص من وجهة نظري.
الأمر الثالث: لا أعتقد أنك أنت الشخص الأفضل الذي يتعامل مع هذا الأمر، الضرب لن يفيد، النصح لن يفيد، لابد أن يتدخل طرف ثالث إما معالج، ويجب أن يكون هذا المعالج رجلاً، أو إذا كان هنالك من تثقين فيه من أقربائك أو إخوتك، وأنا أرشح الإخوة للتعامل معه، والجلوس معه ليس بقصد التعنيف والتأنيب، لكن لسبر أغوار هذه المشكلة واستكشاف ما يدور بخلده وفكره، ومن أين اكتسب هذه الخبرات؟
بعد ذلك يُنهى النهي الصارم، والقوي، ويجب أن يدرك الحرمات، ويعرف ما هي حقوق الأم، وأعتقد أن هذا الأمر ليس بالسهل، ويجب ألا يعامل بسهولة أبداً، هذا انحراف وانحراف جنسي خطير، ولا شك أنه يعادل سفاح المحارم، وإن كان هذا الابن لم يصل إلى هذه الدرجة، ولكن نحن نتعامل مع هذه الأشياء على هذا النسق، والتهاون لا ينفع، والتهاون لا يفيد، بل يضر.
حقيقة أنا استغربت جدّاً من هذا الابن من أنه وصف بأنه ابن مؤدب ويصلي ويحفظ القرآن، وقطعاً من يقرأ القرآن لابد أن يكون قد ألم بحقوق الوالدين، وحرمة تلك الأمور، فهنالك تناقض كبير في المنظومة القيمية لهذا الشاب، هنالك أمر قد يكون أمراً مخفياً لم يتم حقيقة تدارسه وتحليله.
الذي أنصح به هو ألا تتعاملي أنت مع هذا الموضوع مباشرة، إنما يجب أن يقوم به شخص آخر، إما أن يكون شخصاً محترفاً مهنياً أو شخصاً يكون لديه القدرة التوجيهية، ويكون لديه شيء مما نسميه بالسلطة التربوية لاستكشاف هذه الحالة بصورة أدق، ومن ثم اتخاذ التوجيه والإجراءات التربوية، وكذلك التأديبية التي يجب أن نتخذها في مثل هذه الحالات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.