الأفكار الوسواسية الاستحواذية في محاسبة النفس وكيفية علاجها
2011-03-27 08:20:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
أمرّ هذه الأيام بحالة غريبة؛ حيث أني أحاسب نفسي حساباً شديداً على أي عمل أو قول أو فعل أو حركة، أحاسب نفسي عليها، حتى بالأكل والشرب، إذا شربت من مكان معين تحدثني نفسي احتمال أن هذا الماء الذي أشربه أو الفعل الذي أفعله حرام، حتى وأنا آكل أو أشرب مع إخوتي، شكوك تراودني في كل شيء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذه كلها أفكار وسواسية استحواذية، والوسواس بطبيعته يجعل الإنسان متردداً ومتشتتاً، خاصة في محاسبة نفسه، وقد تعتري الإنسان أيضاً نوع من الشكوك، فهذه وساوس قهرية وليست أكثر من ذلك، والوساوس القهرية بالطبع تحمل معها دائماً سمات القلق النفسي.
الوساوس تعالج بواسطة التجاهل، فحاول أن تتجاهل هذه الفكرة قدر المستطاع، وحاول أن تقوم بأفعال مضادة، فمثلاً أشرب أو تناول طعاماً من مكان عام، وقل لنفسك: ( أنا مثل بقية الناس، ويجب أن أتعامل مع نفسي كذلك، يجب ألا أتشكك ولا أشك في هذا الطعام أو الشراب، والفكرة التي تراودني في الأصل هي فكرة وسواسية كما ذكر لي الطبيب، فلماذا أهتم بها ولماذا لا أتجاهلها؟ لأن هذه هي وسيلة العلاج) هذا -يا أخي الكريم- جزء من العلاج النفسي الضروري.
ثانياً: فكر في هذه الأفكار التي تجبرك على محاسبة نفسك بصورة قاسية، وأنت منسجم مع هذا التفكير، قل نفسك: ( قف، قف، قف ) كأنك تخاطب الفكرة لتوقفها، هذا أيضاً علاج سلوكي يُكرر عشرين مرة صباحاً، وعشرين مرة مساءً.
علاج ثالث هو أن تربط هذه الفكرة مع شعور مخالف لها، وقد وجد أن هنالك منفرات للوساوس، منها أن تدخل الألم على نفسك مثلاً، الألم يمكن أن يكون ألماً نفسياً بأن تتذكر حدثاً غير سعيد، وفي نفس الوقت تأمل في هذه الأفكار الوسواسية أو يمكن أن يكون من خلال إحساس جسدي مؤلم، بأن تقوم مثلاً بالتفكر والتأمل في محادثة النفس بشدة وما يأتيك من شكوك، وفي نفس اللحظة تقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب، حتى تحس بالألم، والهدف هو أن تربط ما بين الألم النفسي الذي أوقعته على نفسك وبين الفكر الوسواسي، وسوف يحدث نوع من التنافر، وسوف يضعف الفكر الوسواسي، حسب ما أثبتته الدراسات العلمية الموثقة، وهذا التمرين يكرر عشر مرات صباحاً وعشر مرات مساءً.
الجزء الآخر في العلاج - وهو هام - هو العلاج الدوائي، والحمد لله تعالى الآن توجد أدوية فعالة وممتازة جدّاً لعلاج هذا النوع من الشكوك الوسواسية، من أفضل الأدوية يمكن استعمالها دواء يعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين)، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعل الجرعة مائة مليجرام، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها مائتي مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعل الجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خفضها إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الممتازة ومن الأدوية الفعالة والمعروفة بمقاومتها للوساوس، حتى تقضي عليها تماماً إن شاء الله تعالى.
إذن أخي الكريم: خذ بالتطبيقات السلوكية التي ذكرناها لك، وتناول الدواء حسب ما وصفناه، واستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم حول هذه الوساوس، وبتفهمك لطبيعتها وأنها مجرد وساوس، هذا في حد ذاته سوف يقلل كثيراً من شأنها في نظرك مما يضعفها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذه كلها أفكار وسواسية استحواذية، والوسواس بطبيعته يجعل الإنسان متردداً ومتشتتاً، خاصة في محاسبة نفسه، وقد تعتري الإنسان أيضاً نوع من الشكوك، فهذه وساوس قهرية وليست أكثر من ذلك، والوساوس القهرية بالطبع تحمل معها دائماً سمات القلق النفسي.
الوساوس تعالج بواسطة التجاهل، فحاول أن تتجاهل هذه الفكرة قدر المستطاع، وحاول أن تقوم بأفعال مضادة، فمثلاً أشرب أو تناول طعاماً من مكان عام، وقل لنفسك: ( أنا مثل بقية الناس، ويجب أن أتعامل مع نفسي كذلك، يجب ألا أتشكك ولا أشك في هذا الطعام أو الشراب، والفكرة التي تراودني في الأصل هي فكرة وسواسية كما ذكر لي الطبيب، فلماذا أهتم بها ولماذا لا أتجاهلها؟ لأن هذه هي وسيلة العلاج) هذا -يا أخي الكريم- جزء من العلاج النفسي الضروري.
ثانياً: فكر في هذه الأفكار التي تجبرك على محاسبة نفسك بصورة قاسية، وأنت منسجم مع هذا التفكير، قل نفسك: ( قف، قف، قف ) كأنك تخاطب الفكرة لتوقفها، هذا أيضاً علاج سلوكي يُكرر عشرين مرة صباحاً، وعشرين مرة مساءً.
علاج ثالث هو أن تربط هذه الفكرة مع شعور مخالف لها، وقد وجد أن هنالك منفرات للوساوس، منها أن تدخل الألم على نفسك مثلاً، الألم يمكن أن يكون ألماً نفسياً بأن تتذكر حدثاً غير سعيد، وفي نفس الوقت تأمل في هذه الأفكار الوسواسية أو يمكن أن يكون من خلال إحساس جسدي مؤلم، بأن تقوم مثلاً بالتفكر والتأمل في محادثة النفس بشدة وما يأتيك من شكوك، وفي نفس اللحظة تقوم بالضرب على يدك بقوة وشدة على جسم صلب، حتى تحس بالألم، والهدف هو أن تربط ما بين الألم النفسي الذي أوقعته على نفسك وبين الفكر الوسواسي، وسوف يحدث نوع من التنافر، وسوف يضعف الفكر الوسواسي، حسب ما أثبتته الدراسات العلمية الموثقة، وهذا التمرين يكرر عشر مرات صباحاً وعشر مرات مساءً.
الجزء الآخر في العلاج - وهو هام - هو العلاج الدوائي، والحمد لله تعالى الآن توجد أدوية فعالة وممتازة جدّاً لعلاج هذا النوع من الشكوك الوسواسية، من أفضل الأدوية يمكن استعمالها دواء يعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي هو (فلوفكسمين)، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعل الجرعة مائة مليجرام، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها مائتي مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعل الجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خفضها إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء من الأدوية الممتازة ومن الأدوية الفعالة والمعروفة بمقاومتها للوساوس، حتى تقضي عليها تماماً إن شاء الله تعالى.
إذن أخي الكريم: خذ بالتطبيقات السلوكية التي ذكرناها لك، وتناول الدواء حسب ما وصفناه، واستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم حول هذه الوساوس، وبتفهمك لطبيعتها وأنها مجرد وساوس، هذا في حد ذاته سوف يقلل كثيراً من شأنها في نظرك مما يضعفها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.
www.islamweb.net