انشغال الزوج بألعاب الكمبيوتر وتعلقه بها وكيفية معالجة ذلك
2011-04-11 10:51:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
زوجي إنسان ملتزم وخلوق وحنون -والحمد لله- لكنه شغوفٌ بألعاب الكمبيوتر والنت (أون لاين) كثيراً! ويمضي عليها الساعات الطوال، مما حرمنا الجلوس معه ومحادثته، وإن جلست معه في نفس الغرفة تكلم معي وعقله في اللعبة، مما يجعلني أمل وأقوم! وحين أناقشه بالموضوع يقول: وماذا تريدينني أن أعمل؟ أنت دائماً مشغولة بأعمال المنزل، وتعبانة بسبب الوظيفة والبيت، وإن تناقشنا تحدث مشاكل، لذلك هو يلتزم الحل الأسلم من وجهة نظره وهو الهروب إلى الألعاب.
أنا منزعجة من هذا الموضوع لعدة أسباب وهي:
1- إضاعة الوقت ونحن محاسبون عليه.
2- إضاعة الجهد في شيء لا يفيد.
3- انشغاله عنا وعن البيت.
ساعدوني في طريقة تجعلني أقنعه بالتقليل من هذه الألعاب بدون أن يشعر بأني أفرض عليه وجهة نظري أو رأيي.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (إسلام ويب)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن قضية التعلق بالإنترنت وألعاب الكمبيوتر أصبحت من القضايا التي تُشغل بال كثير من الأسر، وكذلك أيضاً بال كثير من المختصين؛ إذ أن مرض التعلق بهذا الجهاز وما فيه من أشياء مغرية ومثيرة أصبح يُشكل هاجساً عظيماً لدى علماء النفس، وذلك لما يترتب عليه من آثار سلبية على نفس المستعمل، وعلى من يُحيط به أيضاً، وهو نفس الواقع الذي تتحدثين عنه بخصوص زوجك، فإن العلماء ينصون على أن هناك عدداً كبيراً الآن أصبح في عداد المدمنين لهذا الجهاز وللأشياء التي توجد به، سواءً أكانت خيّرة أم غير خيّرة، وأنت الآن تطلبين مساعدة نظراً لظروف زوجك الذي أصبح مشغولاً عنكم لساعات طوال بألعاب الكمبيوتر والنت، وأدى ذلك إلى حرمانكم من الجلوس معه ومحادثته، حتى وإن كنت معه في غرفة واحدة فإنه يتكلم معك وعقله في الألعاب التي يمارسها، مما أدى إلى أنك تتركينه وتقومين عنه، وحين تناقشينه في الموضوع يقول لك: ماذا تريدين أن أعمل؟
هذا الأمر الذي تشكين منه -أختي الكريمة- مع الأسف الشديد هو شكوى كثير من أخواتك المتزوجات الآن، نتيجة تعلق الأزواج بهذه الألعاب وبهذا الجهاز وما فيه، وأيضاً هي شكوى لبعض الرجال تجاه الزوجات، وأيضاً شكوى لبعض الآباء تجاه الأبناء، فكل يشتكي من هذا التعلق الذي أصبح يُشكل خطراً حقيقياً على العلاقة الأسرية ما بين الزوجة وزوجها وما بين الابن وأبيه وما بين الأخ وإخوانه.
وأما عن مساعدة زوجك في التقليل من هذه الألعاب دون أن يشعر بأنك تفرضين عليه رأيك أقول: إن هذا فيه شيءٌ من الصعوبة بمكان؛ وذلك نظراً لما يترتب عليه من دخول في حياة زوجك الخاصة، وقد يكون غير مهيأ لمثل هذا التدخل، إلا أنه نظراً لحساسية الموقف أرى أن هذا يحتاج إلى نوع من الحوار الهادئ بينك وبين زوجك، وذلك كأن تقولي له: (لماذا لا نجعل هذا التعلق يكون في أيام كأيام الإجازة الأسبوعية؛ لأننا في حاجة إليك لتتحدث معنا وتتكلم إلينا، ونحن نحتاجك بطريقة أكثر مما أنت عليه الآن) فقولي له: (ما رأيك زوجي الحبيب أن يكون هذا في أيام العطلات؟ هذا من باب عرض رأي أو اقتراح كنوع من أنواع التخفيف، بأن نجعل مثلاً دخولك للإنترنت واللعب في يوم العطلة الأسبوعي) أو كذلك كأن تعرضي عليه: (ما رأيك بأن تحدد موعداً معيناً من الساعات تفتح هذا الجهاز وتكون مثلاً ساعة أو ساعتين يومياً، وأن تجعل لنا فرصة لنتكلم معك ونتواصل معك، لأننا بدأنا نشعر فعلاً بخطورة عظيمة من بُعدك عنا ومن انشغالك بهذا الجهاز).
أيضاً هذا نوع من الاقتراح الذي أتمنى أن يحظى بنوع من تقدير زوجك.
كذلك أيضاً من الممكن أن نقول له: تدخل في الأشياء التي تشعر بأنك في حاجة إليها ولا تترك الحبل على الغارب.
فأتمنى أن نحاول كنوع من أنواع التقليل كما ذكرت دون جرح لمشاعره أو خدش لمقامه كولي أمر للأسرة أن نعرض عليه، وكما ذكرت لك أن يكون هذا في أيام العطلات باعتبار أننا في المملكة لدينا الخميس إجازة، فلا مانع أن يكون ذلك في يوم الخميس ويوم الجمعة، وإذا كان ولابد فليكن أسبوعياً في مدة ساعة كل يوم أو يومين، على أن يُغلق الجهاز بعد ذلك.
أيضاً من الممكن أن يكون ذلك في صورة إذا كانت هناك موضوعات يريدها، ويحدد الأشياء التي يريدها قبل أن يدخل حتى لا تكون المسائل مفتوحة، وأن تشعريه بأنكم في حاجة إليه، وأن هذا الأمر بدأ يؤثر على نفسيتك، لأنك تحتاجينه معك وتحتاجين أن تتواصلي معه، وتحبين أن تسمعي صوته، وتحبين أيضاً أن يتكلم معك حتى وإن كان كلامه كلاماً عادياً، لا يلزم أن يكون فيه شيء جاد أو شيء محدد؛ لأن العلاقة بين الرجل وامرأته لا ينبغي أن تكون فيها قوالب معينة توضع فيها العلاقة؛ حتى تشعر المرأة بأن زوجها يقدرها أو يشعر الرجل بأنه يتواصل مع امرأته، وإنما الحياة ما بين الزوج والزوجة لابد أن تكون مفتوحة بإطلاق ولا تحمل أي قيد من القيود أبداً؛ لأنه لا يوجد هناك شيء أبداً على المرأة من أن يتحدث إليها زوجها، وكذلك أيضاً كلام الرجل مع امرأته يخفف من مشاكلها، وقولي له: (إني أكون في غاية التعب فإن تكلمت معي أشعر بالراحة وأشعر بالأمن والأمان، وأشعر بأن ورائي ظهراً عظيماً آوي إليه بعد الله تعالى، فأتمنى أن لا تحرمني زوجي العزيز هذه الرغبات، وأن لا تحرمني من حنانك وعطفك الذي ألتمسه حتى من نظراتك البسيطة أو من كلماتك المعدودة).
بهذه الطريقة أعتقد أننا نستطيع أن نقلل من التعلق، خاصة وأنك لا تريدين أن تظهري له أنك تفرضين عليه وجهة نظرك، وعليك بالدعاء له.
هذا وبالله التوفيق؛؛؛