كيفية تقويم الزوجة التي تفرح بنظر الرجال إليها
2011-04-12 09:30:31 | إسلام ويب
السؤال:
زوجتي طيبة للغاية وأجد فيها مميزات كثيرة جداً، فهي مطيعة وتسمع الكلام كثيراً، ولكن ألاحظها أنها تكون سعيدة عند نظر الرجال إليها وهي معي، تكون سعيدة وتبادل النظرات معهم، وأنا لم أقصر مطلقاً معها نهائياً، فكيف أتصرف خصوصاً وأني لا أريد أن أهدم منزلي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لك حال زوجك، وأن يغفر لها وأن يتوب عليها، وأن يعينها على غض بصرها وتحصين فرجها إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أن زوجتك طيبة للغاية وتجد فيها مميزات كثيرة، ولكنك تلاحظ أنها تكون سعيدة عند نظر الرجال إليها وهي تكون معك، وكذلك أيضاً تكون سعيدة عند تبادل النظرات معهم، رغم أنك لم تقصر معها مطلقاً في شيء، وتسأل كيف تتصرف معها خصوصاً وأنك لا تريد هدم منزلك؟
أقول لك أخي الكريم بارك الله فيك وزادك الله توفيقاً وسداداً، وأعانك على إدارة بيتك إدارة طيبة مباركة توافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ووفقك لحل مشكلاتك وُفق شرع الله تعالى وسنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
هذه المشكلة التي تعاني منها، فالذي يبدو أن زوجتك تعاني من نقص داخلي منذ صغرها وتحاول من خلال هذه النظرات المتبادلة أن تُشبع هذا النقص الذي يوجد لديها؛ لأن هذه التصرفات غير المشروعة تنم حقيقة عن شيء غير طبيعي في النفس البشرية، فالإنسان عندما يكون شاعراً بالحرمان فترة من الزمن ثم يجد أن هناك نوعاً من الثناء عليه، فإنه أحياناً ينتفخ ويتضخم، ويشعر أنه كما لو كان يستعيد توازنه وكما لو كان يثبت وجوده.
كذلك أيضاً بعض الأفراد سواء كان رجلاً أو امرأة عندما يرى أنه محل اهتمام من الآخرين فإنه يشعر بنوع من الانتشاء ونوع من الزهو والافتخار وإشباع الذات، فيبدو أن زوجتك كانت تعاني من نقص في صغرها من حرمان من بعض الأشياء، ثم بعد وجدت هذا النظر المتكرر إليها من الناس يُشبع هذا الحرمان ويشعرها بأنها مهمة وأن الناس ينظرون إليها قطعاً لا ينظرون إليها إلا إذا كانت محل لفت نظرهم، وإذا كانت محل تقدير واهتمام، وبذلك تنتشي وتنسى في زحمة هذا الفكر المريض الذي يسيطر عليها أن هذا الأمر لا يجوز شرعاً، وأنه يؤدي أو يؤثر في علاقتها مع زوجها أو يسبب ألماً له.
ومن هنا فإني أقول: إن هذا الأمر كما ذكرت لك مرض نفسي ويحتاج منك العلاج الهادئ والصبر والنفس الطويل؛ لأن مثل هذه الآفات تحتاج إلى وقت للتخلص منها، فآفة كآفة النظر شأنها كآفة الكذب كآفة الخيانة كآفة السرقة، أمراض استقرت في نفس الإنسان فترة طويلة من الزمن، وتحتاج أيضاً إلى فترة حتى تخرج.
ولذلك أنا أرى بأن أفضل شيء إنما هو المواجهة، بمعنى أن تتكلم معها، تقول لها (زوجتي العزيزة علم الله أني أحبك وأقدرك) وتحاول أن تثني عليها حتى تشبع غرورها، (إلا أني ألاحظ شيئاً واسمحي لي أن أقول لك) وتقيم لها الأدلة على ذلك إذا أنكرت هذا الأمر.
إذا أنكرت معنى ذلك أنها ترى وتشعر بخطئها لكنها لا تريد أن تعترف به من باب الكبر، ومن باب المغالبة.
أما إذا اعترفت فإنها قد تكون تريد التخلص فعلاً من ذلك، أما إذا أنكرت فمعنى ذلك أنها لا تريد أن تتخلص، وفي تلك الحالة تحتاج منك كما ذكرت لك إلى هدوء شديد، وتقول لها: (زوجتي الكريمة الفاضلة، ما علاقتك بي؟ هل أنا مقصر في حقك في شيء؟) ودعها تتكلم عنك بإفاضة، قل لها ماذا تقيمنني كشخص بالنسبة لك، هل أنا إنسان سيئ؟ هل أنا إنسان ظالم؟ هل أنا إنسان قاسي؟ هل أنا إنسان مقصر؟ أما فكرت يوماً ما في تقدير مشاعري ومراعاة ظروفي؟
تقول: أنا أحرص على ذلك مثلاً. قل لها: ولكن حقيقة يزعجني فيك خصلة بسيطة جدّاً وأنت فيك خير عظيم جدّاً – وتثني عليها ثم تقول لها – إني ألاحظ أنك تكثرين النظر إلى الرجال، وأنك تسعدين بنظر الناس إليك.
قطعاً ستقول لك هل سأمنع الناس من النظر إليَّ؟ قل لها: أنا لا أريد ذلك؛ لأنه لا أنا ولا أنت نستطيع أن نمنع الناس من نظر الناس إلينا، ولكن أنا أشعر فعلاً بأنك تكونين سعيدة عندما ينظر الرجال إليك وعندما تبادلين النظرات معهم، غير مراعية لمشاعري كزوج، ومتناسية أن الله تبارك وتعالى حرم ذلك.
فحاول معها بارك الله فيك، وقل لها: أنا مقدر ظروفك، وأنا أعلم أن هذا الأمر فوق إرادتك، وأنك إنسانة فاضلة وإنسانة عظيمة، ولكن دعينا نتخلص من هذا الأمر.
أنا لا أتهمك بأنك سيئة، ولكن أقول هذا مرض لعله وجد فيك منذ من فترة يحتاج إلى علاج، شأنه شأن أي مرض من الأمراض الأخرى، ما رأيك أن نضع خطة للمساعدة في هذا الأمر؟ تقول: كيف؟ قل لها: إن شاء الله تعالى نحن نمشي وأنت تعاهدي الله تعالى أن تقاومي هذه الرغبة لديك، وأن تحاولي أن لا تنظري لأحد من الرجال، وأن لا تلتفتي إلى من ينظر إليك، دعينا نجرب هذا اليوم.
واخرج معها بارك الله فيك ولو لمسافة قصيرة ودعها لنفسها، وقل لها: هذا اختبار بالنسبة لك وإن شاء الله تعالى أنا واثق أن الله سوف يعينك. ودعها تمشي وتحاول أن تغض بصرها ولو لمسافة بسيطة، ثم ترجع بها مرة أخرى إلى المنزل. وهكذا تكرر معها فترة بعد فترة حتى تتخلص من هذه الآفة.
وذكرها خلال هذه الفترة إذا انتصرت، قل لها: ما شاء الله تبارك الله أنت الآن عظيمة، وأحب أن أبشرك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غض بصره عما حرم الله رزقه الله حلاوة الإيمان) فأعتقد أنك الآن تشعرين بنوع من الانتصار على هذه الآفة التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى لأن هذا فيه مخالفة لشرع الله.
ثم أيضاً بين الحين والآخر تقول لها: إني أخاف عليك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ملأ عينه مما حرم الله ملأ الله عينه من جمر جهنم يوم القيامة)، أخاف على هذه العين الجميلة أن تُملأ بنار الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، والله إني لأخاف عليك من عذاب الله تعالى. نعم أنا أتألم لأني زوجك ولا أحب لأحداً أن ينظر إليك أبداً، لأنك زوجتي وأنت حبيبتي وأنت نور عيني.
وتكلم معها هذا الكلام، ولكن قل لها: (أنا أخاف عليك عذاب الله تعالى) ثم اطلب منها بارك الله فيك مع عمليات المقاومة هذه أن تُكثر من الدعاء (اللهم عافني من النظرة الحرام، اللهم اصرف عني النظر الحرام)، ثم إذا كانت زوجتك جميلة أخي الكريم محمود ما المانع أن تطلب منها أن تنتقب، طبعاً النقاب فقط يمنع نظر الناس إليها، لكن لن يمنع نظرها إلى الناس، إلا أنك مع عملية التذكير والمتابعة سوف تعينها على التخلص من النظر، وثق وتأكد أنها سوف تتخلص من هذا بإذن الله وأنا واثق من ذلك؛ لأن هذا الأمر جربته مع إخوة كثر رجال ونساء وأعانهم الله على التخلص من ذلك.
والله الموفق.