الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، نحن نشكر لك دوام تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح.
أولاً نحن نؤكد لك أيتها الكريمة أن التغيير أمر ممكن، وسهل، وليس بالأمر العسير، وقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى تغيير ما بأنفسنا إلى الأفضل، ولولا أن ذلك ممكن لما دعانا إليه، وكلفنا به، لكن هذا التغيير محتاج منا إلى أمرين مهمين:
الأمر الأول: الواقعية فيما نتمناه، فينبغي أن تكوني واقعية في القرارات التي تتخذينها، وتريدين تطبيقها، فلا ترفعي سقف الأماني بحيث تتمنين أشياء تعجزين عن تنفيذها، وابدئي مع نفسك بالتدرج بالأسهل فالأسهل.
الأمر الثاني: أن نعلم أن الإخفاق في تحقيق بعض ما كنا نخطط له أمر طبيعي، لا ينبغي أن يكون سببًا لليأس، فإذا نفذت سبعين بالمائة مما كنت تخططين له أو أقل من ذلك بقليل أو أكثر من ذلك بقليل فهذا إنجاز رائع لا ينبغي الاستهانة به.
فإذا تعاملت مع نفسك فيما تضعينه من خطط وبرامج نحو الأفضل بهذين المعيارين، فإنا على ثقة بأنك ستحققين نجاحات متتالية بإذن الله تعالى.
أما عن إخلاص العمل لله، فالأمر كما ذكرت أن للإخلاص حلاوة بلا شك، فهو نعيم هذه الحياة، وينبغي أن لا تيأسي أبدًا من القيام بهذا العمل الجليل، وذلك بمجاهدة النفس لتحقيق هذا الإخلاص، وهو بلا شك أمر قد يكون ثقيلاً على النفس، لكن الله عز وجل يعين الإنسان عليه إذا رأى منه الصدق في تحقيقه.
من الأسباب التي تعينك على الإخلاص: أولاً أن تتذكري أن الناس لا ينفعونك، فليس أحد منهم قادرًا على أن يثيبك أو يعذبك، فذلك لله عز وجل وحده، وإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن يتوجه الإنسان بعمله لله وحده، بل مراءات الناس وقصد مدحهم والثناء عليهم يعود على الإنسان بالعذاب والوبال، فتكون هذه العبادة سببًا لعذابه بعد أن كان من المفترض أن تكون سببًا لنجاته من عذاب الله، ولفوزه بالنعيم في جنة الخلد، يصبح عمله هذا سببًا لتقحمه النار والعياذ بالله.
إذا تذكرت هذه المعاني فإنها ستقلع بإذن الله تعالى التعلق بغير الله من البشر، وإرادة وجوههم أو مدحهم وثنائهم.
الأمر الثاني مما يعينك على الإخلاص وينبغي أن تتخذيه دأبًا وعادة، هو مجاهدة النفس بإخفاء الطاعات التي تفعلينها، فحاولي أن تكون أعمالك بعيدة عن الناس بقدر الاستطاعة، وبهذا ستتعودين هذا النهج.
أما صلاة الصبح فقد سبق وأن بيّنا لك كيف تفعلين كما ذكرت، ونحن نؤكد لك ضرورة الأخذ بالأسباب التي تعينك على القيام لصلاة الصبح، فإذا فعلت ذلك وغلبك النوم فإنه لا إثم عليك في ذلك، فلا ينبغي أن يكون مصدر هم وقلق لك.
في العطلة الصيفية أو العطلة القصيرة التي ذكرتها: احرصي على وضع برنامج ملائم للمدة الزمنية، من حيث تتمكنين من استغلال هذه الفرصة في الشيء النافع في دين أو دنيا، ومن المشاريع التي نقترحها عليك أن تضعي برنامج لحفظ نصف جزء من القرآن الكريم مثلاً، فهذا برنامج يمكن تحقيقه خلال هذه الأيام بدون كبير مشقة على النفس، وحفظ خمسة أحاديث من الأحاديث النبوية من الأربعين النووية مثلاً، أو أخذ دورة قصيرة في علم من العلوم التي تحبينها، أو في مهارة من المهارات التي تحتاجينها كطالبة، وهذه أمور متفرعة متشعبة ينبغي أن تقدري حاجتك، فتستفيدين من هذا الوقت بقدر الاستطاعة، مع إعطاء النفس بعض الوقت خلال اليوم والليلة للترفيه، فإن النفس إذا ملَّت وأُكرهت بعد ذلك على التحصيل والجد والعمل مع الملال يؤدي هذا إلى أن يعمى القلب عن التحصيل بعد ذلك، كما قال عليّ رضي الله تعالى عنه وغيره: (إن القلب إذا أُكرهَ عَمِي).
خذي حظك من الترفيه المباح الحلال، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستفادة من العمر والوقت في الشيء النافع بقدر الاستطاعة.
ولمزيد منم الفائدة يرجى مراجعة التالي: فوائد الرياضة والوقت الأنسب لها
1253 -
283703
نسأل الله تعالى لك التوفيق لكل خير.