طفلي يحب لمس الأشياء الناعمة.. فما تفسير ذلك؟
2011-05-15 11:21:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حضرة الطبيب المحترم.
أود أن أستشيرك في حالة ابني الذي عمره 6 سنوات, وهو ابني الأوسط, حيث إن
أخاه عمره 9 سنوات, وأخته عمرها 3 سنوات.
ابني عندما كان صغيرا -عمره سنة ونصف- وكنت مرة مستلقية على ظهري شبه نائمة جاء وجلس فوقي, ورفع قميصي, وأخرج عضوه وأخذ يضعه على صدري فاستغربت كثيرا, ولكني أظهرت أني نائمة ولم أقل له شيئا, وبعد عدة أشهر كنت مستلقية على بطني فجلس فوق ظهري, ورفع قميصي وقميصه ولصق بطنه بظهري.
وعندما أصبح عمره سنتان فطمته فأخذ يضع يده على أذني, واستمرت هذه العادة معه إلى عمر 5 سنوات حيث لم يكن يستطع النوم بدون أن يفرك أذني بيده,ثم بعدها صرت أمنعه فترك هذه العادة, والآن عمره ست سنوات وحالته كالتالي:
يعشق كل قماش ملمسه ناعم فيتحسسه ويضعه على خده وهو منتشٍ ومغلقٌ عيونه, يحب كثيرا ملمس جلد الإنسان, فعندما يجدني جالسة يأتي ويلف ذراعي, ويتمسح به, ويلصق وجهه به, ويتنهد, حتى عندما تأتي جدته عندنا - وهي كبيرة- وذراعها مرتخٍ, فيعجبه ملمسه, ويحب أن يلمسه كثيرا, يحب الضم والقبلات كثيرا, يتمنى أن أقبله وأضمه كل لحظة.
اليوم كنت أستلقي على الأريكة فجاء واستلقى على ذراعي المفتوحة, وبدأ يتقلب يمينا ويسارا, وتارة يستلقي على بطنه, وتارة على ظهره, وهو يتأوه فقلت له: لماذا تخرج هذه الأصوات؟ فقال إن حضنك جميل جدا.
في بعض الأحيان يهجم على أخيه الكبير ويضمه بقوة من خصره ويضع وجهه على بطن أخيه.
من عدة أشهر وبعد أن بدأ يذهب للمدرسة بدأ يرقص أحيانا, ويحرك مؤخرته كثيرا يمينا ويسارا, مع أنني أنهره دائما, وأمنعه, ولكنه إلى هذه الساعة يقوم بالرقص أحيانا وتحريك المؤخرة بشدة.
إن هذه الأمور تقلقني كثيرا, وأنزعج منها, وأنهره وأمنعه من القيام بالحركات التي ذكرتها, ولا أعرف هل هذا أمر طبيعي فأصبر عليه, أم أمر يحتاج لعلاج نفسي؟
وكذلك ابني هذا قبل 7 أشهر بدأ يخاف من النوم في غرفته, ويبكي بكاء شديدا إن لم أنومه بنفسي, ويأتي بعد ساعات لغرفتنا, كما أنه يتبول ليلا, ولكن الأمر تحسن في هذه الأيام من هذه الناحية.
شخصية ابني جنوبية غربية, محبوب جدا, ذكي جدا, نشيط, لطيف, يحب أخاه وأخته كثيرا, وبشكل عام كل أطفالي يحبون الضم والقبلات مني كثيرا, ربما لأنني -عندما كانوا صغارا وحتى سن الثالثة- أقبلهم وأضمهم كثيرا ثم بعد ذلك أقوم بذلك نادرا فربما تعودوا على ذلك في صغرهم, ويبحثون عنه الآن, كما أن زوجي يقبلني ويضمني كثيرا حتى أمام الأطفال فهل لهذا تعلق بالموضوع؟
وما هو تشخيصكم لمشكلة ابني؟
أما بالنسبة لوضعنا العائلي فأسرتنا هادئة, مستقرة, محبة, لا نضرب, ولا نصرخ كثيرا, أسرة ملتزمة, ليس لدينا تلفاز ولا موسيقى, أطفالنا يشاهدون أفلام الأطفال المصفاة من الموسيقى عن طريق الكمبيوتر, ولكني وزوجي ندقق كثيرا على أخطاء أولادنا, والخطأ عندنا ممنوع جدا, وزوجي يدللني ويهتم بي أكثر من أولاده, وفي سنوات زواجنا ال11 شاهد أبنائي -عدة مرات- خلافات كبيرة بيني وبين زوجي حدثت أمامهم, أنا جنوبية غربية, وزوجي شرقي جنوبي, وأطفالي كلهم عندهم صفات جنوبية, وشخصيتهم أمام الغرباء ضعيفة جدا.
جزاكم الله خيرا, وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أنس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن السلوك الذي صدر من هذا الابن عندما كان عمره سنة ونصف، لا شك أنه سلوك غريب، ولا أجد له تفسيرًا، غير أنه سلوك متعلم شاهده وتعلمه وهو لا يفهم مدلوله بصورة كاملة.
والأطفال أذكياء ويستطيعون أن يتعلموا المهارات الحركية بسرعة أكثر من المهارات اللفظية.
بالنسبة لهذا الطفل وتفضيله للملمس الناعم وحبه لأن يُحضن بكثرة، هذا أيضًا بالطبع سلوك متعلم، ونصيحتي هي أن تقللي من تقبيل طفلك واحتضانه-خاصة أن الولد عمره ست سنوات- ولا أقول أنه تكون له غرائز جنسية، ولكن قد تكون له أحاسيس حسية حول عضوه التناسلي، وهذه ربما تتطور وتصبح أحاسيس جنسية.
ليس من الجميل أبدًا أن ننفر من أطفالنا بالطبع، ولكن أن نقربهم دون أن تكون هنالك حدود جغرافية واضحة هذا أيضًا أمر خطأ.
أزعجني كثيرًا قولك أن زوجك يقوم بتقبيلك وضمك كثيرًا أمام الأطفال، هذا بالطبع أمر مزعج، وأنا أحترم خصوصياتكم جدًّا، لكني أعتقد أن مثل هذا السلوك ليس سلوكًا طيبًا، وأعتقد أن ذلك يشد انتباه الأطفال, ويزيد عندهم الفضول, ويحدث نوعا من التجريب من جانب الأطفال لمثل هذا الذي يحدث أمامهم، وكما ذكرت لك الطفل ذكي, والآن أصبحت هنالك مصادر معلومات كثيرة متاحة للأطفال، الطفل أصبح يتعلم أمورا فوق عمره ويسبق عمره كثيرًا، وبكل أسف فيها بعض الأشياء التي يجب أن لا يتعلمها الطفل؛ لأنه لا يدرك حقيقتها في مرحلة عمرية معينة، ولكنه يضطر لأن يستفسر عنها, وتثير فضوله جدًّا، ويتمادى في استكشافها.
طفلك يجب أن يتقرب لأبيه أكثر، هذا أحد الحلول الجيدة، وأعتقد أنه بشيء من التوجيه يمكن أن يكون ذلك مفيدًا له كثيرًا، وموضوع الضم والقبلات يجب أن لا يكثر منه حقيقة، هذا يجب أن أنبه له، والحب يمكن أن يعبر عنه بطرق كثيرة جدًّا غير الملامسات الجسدية، والملامسات الجسدية لا نقول إنها مرفوضة، ولكن إذا كانت سوف تكون مؤشرًا على وجود خلل تربوي فيجب أن نقلل منها، ويجب أن نوجه الأطفال إلى نشاطات أخرى أكثر فائدة.
موضوع الرقص الذي يقوم به طفلك وتحريك مؤخرته لا شك أن هذا سلوك متعلم، لا شك أن هذا سلوك مكتسب قد رآه في مكان ما وتحت ظروف ما، واستمرأه وهو لا يدرك خطورته, فالطفل يجب أن ينبه بشيء من اللطف والتوجيه التربوي الصحيح أن هذا السلوك ليس سلوكًا جيدًا، إنما سلوك مرفوض، والطفل في مثل هذا العمر يدرك تمامًا إذا قمنا بالشرح له وتوجيهه بالصورة الصحيحة.
التبول اللاإرادي دليل على عدم الاستقرار النفسي، لكنك قلت إن هذه العلة قد تحسنت الآن، وبشيء من التشجيع للطفل وتوجيهه بأن لا يتناول سوائل بعد الساعة السادسة مساء, وأن يذهب إلى الحمام قبل النوم ليفرغ مثانته، هذا يساعد كثيرًا.
أيتها الفاضلة الكريمة: اجعلي ابنك يختلط كثيرًا بالأولاد من عمره، اجعليه يختلط بهم أكثر، ويمارس الرياضة، ويجب أن تصرف طاقاته النفسية والجسدية إلى ما هو مفيد.
يوجد كتاب تربوي جيد تأليف الأخ الدكتور: (مأمون مبيض)، الكتاب اسمه (أولادنا من الطفولة إلى الشباب)، يمكنك اقتناء هذا الكتاب، فيه الكثير من التوجيهات التربوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.