أحس بتسارع لضربات القلب والخفقان، ما العلاج؟

2011-06-07 07:59:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو مساعدتي بالإجابة عن استفساري، عمري الآن 27 عاما، سؤالي هو أنني منذ عدة سنوات أحس بتسارع لضربات القلب، وكنت عندها أعاني من نقص الحديد، وأخذت العلاج المناسب لكن نبضات القلب استمرت حتى بعد ارتفاع الحديد وأصبح الدم عندي ضمن النسب الطبيعية وأجريت عدة مرات فحص للغدة الدرقية بفترات متباعدة وكانت سليمة -الحمد لله- وكذلك تخطيط للقلب وكان سليم.

أجريت أشعة للصدر وكانت سليمة والحمد لله لكن الأعراض مازالت موجودة وهي تسارع لدقات القلب لتصبح 100 في الدقيقة وما يزعجني أكثر هو انقطاع النفس حيث أعاني من ضيق شديد في التنفس وقت التسارع وخاصة وقت النوم، وأصبحت أعاني من الأرق وقلة النوم في الليل وعند ما أشعر بهذه الأعراض أخاف من الموت، وأشعر بتعرق بأطرافي وبرودة أطرافي وتحدث هذه النوبة بأوقات مختلفة وبدون سبب أو جهد أو عندما أتذكر موعد زفافي حيث يمكن أن تحدث معي بعرسي أمام الناس.

أحيانا تختفي لعدة أيام أو أسابيع، ونصحني أحد الأطباء أن آخذ حبوب الاندرال عند الحاجة وبالفعل أتناول هذه الحبوب وقت النوبة بعيار 10 لكن ليس بشكل منتظم أي آخذها يوما بعد يوم أو عند النوم وأحيانا كل أسبوع حبة فقط لكن الآن أصبحت خائفة من هذه الأعراض.

خصوصا أن موعد زواجي بعد شهر، وأنا لا أريد أن يراني أحد بهذه الحالة أرغب بمساعدتي بإيجاد حل أو دواء مؤقت لا يسبب الإدمان، ويساعد على النوم ولمدة شهر فقط وأتركه.

أشعر بأن ما أعاني منه هو شيء نفسي؛ لأني خائفة من المستقبل والحياة الجديدة حيث كنت أعاني من هذه النوبات في صغري عند كل بداية مرحلة جديدة مثل بدء عام دراسي جديد كنت أصاب باكتئاب، وعند ما قبلت بالجامعة انتابني شعور الخوف والملل من كل شيء.

كذلك عند ما بدأت عملي بإحدى الشركات كنت مكتئبة وكذلك عند بدء موسم الخريف أو الصيف وأستعين دائما بذلك بالصلاة والأذكار.

مع العلم بأني شخصية مرحة جدا وهذا معروف عني وأحب الحياة ويخيفني الموت جدا وأحب الحركة أكره الكسل والخمول لكن عند ما أشعر بهذه الأعراض لا أستطيع فعل أي شيء سوى الرقود، وهذه يتعب جسدي أنا مقبلة على حياة جديدة.

أرجوكم أرشدوني لطريقة لتساعدني بأن أكون إنسانة قادرة على أن تقوم بواجباتها اتجاه بيتها وزوجها على أكمل وجه بدون كلل أو ملل أو تعب أو إرهاق.

فبل عدة سنوات تناولت حبوب للتنحيف تسمى ريدكت وأعرف أن من آثارها الجانبية أنها تزيد من تسارع نبضات القلب، ولكني أوقفتها وقد فقدت من وزني 9 كيلو.

شكرا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالة تسارع ضربات القلب التي تعانين منها مصحوبة بشعور بضيق في التنفس، وهذا دليل قاطع أن الذي يحدث لك هو ما يسمى بنوبات الهلع أو نوبات الهرع، وهي حالة نفسية، وهذا نوع من القلق النفسي.

هذا النوع من القلق النفسي في كثير من الأحيان لا تكون له أي أسباب، لكن في بعض الناس يكون لديهم حساسية في شخصيتهم، وهذا يجعلهم أكثر استعدادًا لهذه النوبة.


أيتها الفاضلة الكريمة: الحالة يمكن علاجها، وهي ليست حالة عضوية، إنما حالة نفسية بسيطة، العلاج الصحيح والسليم لا يمكن أن يكون لمدة شهر واحد. أنا أقدر ظروفك تمامًا وإقدامك على الزواج، وأسأل الله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجك على خير، وأنا أؤكد لك إن شاء الله تعالى لن يحدث لك أي مكروه أثناء الفرح والعرس.

العلاج الصحيح هو أن تتناولي عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام) وأن تبدئي بجرعة عشرة مليجرام، تتناولينها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفعيها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وتستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذا هو العلاج الصحيح وللمدة المعقولة المطلوبة، ويدعم السبرالكس بعقار إندرال، لكن ليس بالطريقة التي تتناولينه الآن وهي عند اللزوم، تناوليه بصورة مستمرة لمدة شهرين، عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الإندرال.

هذا هو العلاج الدوائي الصحيح. أما إن كنت تريدين فقط علاجات إسعافية فهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (زاناكس) هذا الدواء يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى التعود إذا استمر الإنسان عليه لفترة طويلة، لكن إذا تم استعماله بحذر فهو دواء جيد يساعد في النوم، ويزيل نوبات الهرع، والجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بربع مليجرام ليلاً لمدة ليلتين، ثم تجعلينها نصف مليجرام ليلاً وتستمري عليها لمدة أسبوعين، ثم تخفضينها إلى ربع مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم تتوقفي عن تناول الزاناكس والذي يعرف ألبرزولام.

هذا استعمال راشد وحكيم لهذا الدواء، وبما أنك الآن في عجلة من أمرك ربما يكون هو الأنسب، لكن العلاج الأول هو الأفعل وهو الأفضل على المدى الطويل.

إذا كان قرارك هو تناول الزاناكس فتناولي معه الإندرال بنفس الطريقة التي ذكرتها لك وهي حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهر على الأقل، وبعد انتهاء الفرح والعرس يمكنك أن تتناوليه عند اللزوم.

هنالك إجراءات علاجية أخرى من أهمها ممارسة تمارين الاسترخاء، هذه تمارين جيدة وفاعلة جدًّا، وللتدرب عليها أرجو أن تجلسي في مكان هادئ، على كرسي مريح أو تضطجعي على السرير مثلاً، أغمضي عينيك، فكري في حدث سعيد وجميل مثل الزفاف مثلاً، خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، أمسكي على الهواء في صدرك لمدة ثلاث إلى أربع ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، أو ثلاثة، ثم بعد ذلك طبقيه عند اللزوم.
تمارين الاسترخاء تمارين جيدة ومفيدة جدًّا.
هذا أختي الكريمة هو العلاج لحالة الهرع والهلع، ولابد أن تتفهمي أنها حالة بسيطة، ولا داعي أبدًا لأن تعيشي تحت تهديد ما نسميه بالقلق التوقعي، أي أنك تتوقعي هذه النوبات سوف تحدث لك وتتوقعي أنك لن تستطيعي السيطرة على الموقف، وهذا كله ليس صحيحًا، فالحالة معروفة وبسيطة، والنوبة الأولى دائمًا هي الأصعب، وبقية النوبات دائمًا تكون الأسهل، ومن يتفهم التشخيص يكون أسعد، فأنت الحمد لله الآن قد أوضحنا لك ما بك، وإن شاء الله تعالى تختفي هذه الحالة تمامًا.

التفكير الإيجابي مطلوب في كل شيء، وحبوب التنحيف التي قمت بتناولها لا علاقة لها بهذا الموضوع، وإن كان قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب كما ذكرتِ، لكن الحالة التي وصفتها من الواضح جدًّا أنها حالة قلقية أو ما نسميه بنوبات الهرع كما ذكرت لك.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج الخوف من الموت سلوكيا (259342 - 265858 - 230225)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك الشفاء والعافية وأن يتم زواجك على بركة وتعيشين حياة زوجية سعيدة هائنة وسكينة وود ورحمة واستقرار وأمان.

www.islamweb.net