سوء علاقتي بزوجي دفعتني لمحادثة آخرين.

2011-06-29 09:07:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 24 سنة، متزوجة حديثاً حوالي 3 أشهر، زوجي لا يقرب لي، يكبرني بأربع سنوات، اكتشفت بعد الزواج أن زوجي حاد الطباع وسخيف الاهتمامات, لا يهتم بي ولا يحن علي، ولا يعطف علي، جل تفكيره عندما اذكر له الحنان والعطف هو الجنس.

أصبحت أكرهه لذلك، وقد ذكرت له قبل زواجنا أنني فتاة أحيا بالعاطفة، هو يعرف أنني حساسة جدا ومع ذلك يمهلني ويتهمني بطفولية تصرفاتي.

عندما نختلف دائما يذكر لي الطلاق يقول: إذا تريدين الطلاق فأنا ليس لدي مانع، ليس بيننا أدنى مشاعر سوى ما يعطيني إياه خلال ممارسة حقه الشرعي، فكم أكرهه.

لأكون صادقة هو كريم، وما أريده يجلبه لي، ولكن يجب علي أن أطلب, فهو لا يؤمن بالهدايا، وينظر لها أنها حب للمادة واستغلال, حتى عندما أحضر له هدية وورد يرمي الورد في القمامة.

أنا أؤمن تماما أن ما يأسر قلب أي فتاة, هو كلام الحب والغزل والاهتمام والهدايا، وهذا سر الحب والهيام في العلاقات الغير شرعية، فمن أراد أن يطيح بقلب فتاة فعليه أن يلعب على هذا الوتر الحساس.

قال لي زوجي يوما أنني قوية الشخصية كثيرا، أثرت هذه الكلمة في نفسي كثيرا وحاولت أن أتغير؛ ولكن وجدت أنه لا يعاملني كأنثى كي أكون أنثى، فعدت كما أنا حتى تغيرت مشاعري نحوه كرهته، وأصبحت عندما نختلف أواجهه بكل حدة ودون خوف, حيث إنه يسب ويشتم عندما تفور أعصابه فأصبحت أرد عليه دون خوف ودون أدنى أنوثة.

هو أيضا ليس وسيما بشكل كافي لإقناعي، وكذلك زاد وزنه كثيرا بعد الزواج، فتحولت وسامته سوء على سوء، وقبل فترة قلت له كي أغضبه أنني أتمنى أن يكون طفلنا يشبهني ليكون جميلا؛ فقال بعدها بأيام (أنت لست جميلة وقبيحة وأنت وأنت), وهو الذي تغزل بجمالي أيام الخطوبة؛ حتى ظننت أنني ملكت السعادة والدنيا كلها في يدي.

أنا أدرك تماما أن من أسباب خيانة الزوجة لزوجها هو زوجها نفسه، فعندما قال لي أنني لست جميلة تذكرت أن شباب كثر كانوا يتغزلون بجمالي، ويطلبوني ولكنني فضلته، وليتني لم أفعل.

آلمتني هذه الجملة حتى أنني أصبحت لا أبالي بما يفعله في محاولة لإرضائي، وإن كانت محاولات شحيحة، من الجدير بالذكر أنني قبل زوجي هذا كنت مخطوبة لرجل آخر، انفصلت عنه لبخله الشديد، ولكنني أعترف الآن أنني نادمة، ولكنني لست متأكدة من ندمي، فهذا بخيل المال كان يجود بالعاطفة وكان يحبني حبا شديدا، فقد كان يبكي عندما صارحته برغبتي بالانفصال عنه.

وأنا الآن أبكي حالي في مجتمع لا يرحم، فلا أنا سعيدة وأنا متزوجة من متجمد المشاعر هذا، ولن أكون سعيدة بطلاقي منه، ونظرة الناس للمطلقة على حالها.

أريد له الموت، فهذا أفضل حل على الأقل، الناس سيقولون مات ولن يقولوا طلقها، ما يزيد من مرارة الوضع أنني الآن حامل في شهري الثاني، حاولت أن أسقط هذا الجنين، فلا أريد أن يعيش بين أبوين بهذا السوء، ولكنه يبدو أنه يصر على البقاء، ظننت أن زوجي سيفرح بخبر حملي، ولكنه لم ولن يفعل، وقد أصبت بوحام شديد واستفراغ وتعب في هذه الفترة، ولكن زوجي لا يكلف نفسه عناء رعايتي, فجل اهتمامه هو التلفزيون والأفلام والموسيقى، أناني بكل ما أوتي من قوة.

أعترف أنني بدأت في محادثة بعض الشباب عن طريق بعض المواقع الالكترونية؛ لأفرغ ما بداخلي من غيض وفراغ، ولا أجد حرجا في ذلك، فذاك الحقير زوجي هو من دفعني إلى هذا الشيء دفعا، أعرف أنني أوجه خطر اكتشافه لهذا الموضوع، ولكن لم يعد شيء يهمني، فلست أنا بالجميلة في عينه رغم جمالي الذي يشهد له الجميع، ولست أنا المحبوبة التي يبكي فراقها.

فهل أبحث عن سعادتي وأنوثتي في مكان آخر؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة: ريحانة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب ونحن سعداء بتواصلك معنا.

أختنا الفاضلة: إن جمعا من علماء النفس والاجتماع ذكروا أن أخطر المراحل العمرية التي تواجه الأسرة المسلمة هي الأشهر الأولى من الزواج وقد يصل الأمر إلي أكثر من عام، وذلك لأن الارتباط بين طبيعتين مختلفتين وبيئتين متباينتين اجتمعا في بيت واحد، وكل طرف يحاول أو يريد فرض ثقافته وتفكيره على الطرف الآخر، عوضا عن أن يحاول فهمه ويتزواج نفسيا وعاطفيا معه.

ويغلب على الرجال أختنا الفاضلة الكتمان، وهذه مشكلة تحتاج إلى ثقافة وجهد، ولكن في البداية أود أن أقف معك عدة وقفات:

الأولى: إن هناك خلطا يحدث بين كتمان المشاعر وانعدام وجودها، وأحيانا يأتي الشيطان عن عمد ليحدث ذلك فعوضا عن أن يكون الحديث زوجي يحبني ولا يتكلم، يقلبه إلى زوجي لا يحبني فانتبهي بارك الله فيك إلى هذا، زوجك يحبك وإلا لما تغزل فيك قبل الزواج، لكن عنده خلط في أمر سنتحدث عن علاجه لاحقا.

ثانيا: فزعت حين ذكرت في سؤالك هذه الجملة: بداخلي من غيض وفراغ ولا أجد حرجا في ذلك.

كيف لا تجدين حرجا أختنا الفاضلة، مهما كانت الأسباب والدوافع، أنت امرأة حرة، ومؤمنة وهذا ليس فعل الأخيار، ولا أراك من داخلك مقتنعة به، فراقبي الله أختاه، واحذري غضبه، ودعي عنك الناس عرفوا أم لم يعرفوا، اجعلي رقابة الله هي البوابة التي تنظرين منها إلي الآخرة، ولا تقولي أبحث عن سعادتي وأنوثتي في مكان آخر ولكن قولي سأبحث عن سعادتي وأنوثتي بإصلاح زوجي وإرضاء ربي، هذا هو طريقك للسعادة لا غير.

ثالثا: زوجك فيه صفات جيدة ذكرت بعضها من الكرم والجود والسخاء معك عددي أكثر من صفاته الإيجابية وكرريها لنفسك حتى لا تطغى عليك الأمور السلبية.

رابعا: زوجك حين قال لك لست جميلة: لم يكن يريد الكلمة بل كان يريد رد اعتبار لذاته حين قلت له: أريد فتاة تشبهني في إشارة إليه، وهذا رد فعل.

ولو قلت أريد فتاة في خلقك في كرمك مدحتيه بما فيه فقطعا لن يكون هذا رده.

أختاه أريد منك أن تعالجي هذا الأمر بعدة طرق:

أولا: أن تتركي كل حبل يوصلك بغيره، فإن الشيطان يزين القبيح فابتعدي بارك الله فيك.

ثانيا: أريدك أن تغيري معاملتك معه وأن تمدحيه وأن تكثري من الثناء عليه دون أن تنتظري رد فعل قريب لأن الأمر سيحتاج إلى وقت بسيط.

ثالثا: بادريه بالهدايا وفاجئيه بما يسره.

رابعا: عددي من أساليب تعبيرك عن حبه، أرسلي مرة رسالة على جواله تمدحيه، جميل أن يستيقظ صباحا ليجد في سترته ورقة فيها كلمات رقيقة منك، وافعلي هذا دون انتظار رد في البداية.

خامسا: إذا بادرك بأمر جميل فكبريه وعظميه وأكثري أمامه من سعادتك بما فعل.

أختاه: الرجل يحيا كلما مدحته زوجه ولم تقلل من شأنه.

وأخيرا: احرصي على الدعاء له في صلاتك عسى الله أن يبارك فيه وفيك.

والله الموفق.

www.islamweb.net