العادة السرية وعلاقتها بالثقة في النفس.

2020-04-08 01:29:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحب الاستشارة رقم 2116570، أريد منكم استفسارا حول العادة السرية، فأنا أمارس العادة السرية منذ حوالي 7 سنيين عندما كنت في 15 من عمري، فهل العادة السرية لها علاقة بالمشاكل التي أعاني منها من ثقة بالنفس والقلق؟

من خلال المنظور العلمي أريد علاقة العادة بالمشاكل النفسية بشكل مفصل، قد تؤثر العادة السرية على أشخاص وأشخاص لا، فهل هذا صحيح؟ التلعثم -يا دكتور- وعدم إجادة التعبير أرهقني، فهل من سبيل؟

عندما أكون في البيت أزداد تفكيرا، وأزداد قلقا وغضبا عكس ما أكون في الخارج، فهل من الممكن أعالج نفسي بنفسي، وأرجع كما كنت قياديا مثابرا محبوبا؟

لا أفكر في تناول البروزاك أو أي دواء الآن، وأحاول أعالج نفسي سلوكيا، فهل تؤيدني يا دكتور، وإذا كانت العادة السرية سببا لتلك المشاكل وتوقفت عنها، فهل من الممكن أرجع إلى طبيعتي الحيوية؟

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً لما تقدمونه لنا من خير، وسامحونا على طلبي للاستشارة الثانية، وتكليفكم بالمشاق.

والله يعطيكم العافية.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن حريصون جدًّا أن نتكلم من المنظور العلمي حول كل الأمور، خاصة ما يتعلق بالعادة السرية، ولكن في ذات الوقت لا بد أن ندرك، ونكون على اطلاع على تعاليم ديننا الحنيف، وديننا أصلاً هو دين العلم.

العادة السرية -كما ذكرت- وتفضلت أضرارها تتفاضل من إنسان إلى إنسان، وذلك اعتمادًا على نوعية الخيال الجنسي، وكذلك عمر الشخص الممارس، وعدد مرات الممارسة، وشخصية الإنسان، فهنالك عوامل كثيرة جدًّا تختلف من إنسان إلى آخر.

عمومًا الذي نؤكد عليه أن ممارسة العادة السرية باستمرار فيه الكثير من الضرر، وفيه الكثير من الخلل، فهي أولاً تؤثر من الناحية البيولوجية على الخصيتين، على المجاري المنوية، قد تؤدي إلى التهابات مستقبلية في الجهاز التناسلي، كما أن ممارسة العادة السرية تُفقد لدرجة كبيرة الاستمتاع بالممارسة الجنسية الحقيقية عند المعاشرة الزوجية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن أطراف الأعصاب في العضو الذكري والتي هي موضع الإثارة تكون قد تعودت وتواءمت وتهيأت لدرجة من الضغط المعين للتأثر، وهذا الاحتكاك ما بين اليد والعضو التناسلي يكون عادة شديد وبقوة أكثر مما هو طبيعي عند المعاشرة الزوجية؛ لذا تجد أن الذين يكثرون من ممارسة العادة السرية لا يحدث لهم الاستمتاع عند الاحتكاك ما بين العضو التناسلي للذكر والأنثى، هذه حقيقة مثبتة -أيها الفاضل الكريم-.

الأمر الآخر هو: أن الخيال الجنسي غالبًا ما يكون خيالاً مضطربًا، مهما حاول صاحبه أن يتحكم فيه إلا أنك تجد فيه الكثير من المخالفات الشرعية، والكثير من الفكر الانحرافي غير جيد، وهذا لا شك أنه يتصادم من الناحية القيمية خاصة إذا كان الإنسان يقظا وحريصا على دينه وقيمه الاجتماعية.

أمر آخر مهم جدًّا وهو: أن الكثير من الذين يمارسون العادة السرية لوحظ أن شخصياتهم تكون انطوائية جدًّا، وتكون قلقة، وتجد أنه لديهم نوع من الإعاقة الاجتماعية في كثير من الأحيان.

فإذن العادة السرية من المؤكد أن لها علاقة ببعض المشاكل النفسية.

اللعثمة أيها الفاضل الكريم تعالج من خلال الثقة في النفس، عدم مراقبة الذات حين تتحدث، قراءة القرآن بصوتٍ عالٍ، الربط بين التنفس وطريقة إخراج الكلام، تعلم مخارج ومداخل الحروف بصورة صحيحة، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، هذه كلها جيدة.

أنت ذكرت أنك عندما تكون في البيت تكون أكثر تفكيرًا وتزداد قلقًا وغضبًا؟ مثل هذه التفاعلات البيئية لا بد أن نعرف إن كان هنالك ما يشوب علاقاتنا في البيئة، فإذا كان لديك إشكالية مع أحد في المنزل أو لا تحس بالرضى عن نفسك أو عن من حولك فهذا ربما يجعلك قلقًا، وتميل إلى نوبات وفورات الغضب، هذه تعالج أيضًا بالتغاضي عنها وتحقيرها وبناء فكر جديد والتسامح والرياضة وتمارين الاسترخاء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأنت قلت أنك لا تريد تناول البروزاك.

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وكن ملتزمًا ومتفائلاً، وضع لنفسك برامج إيجابية، واجعل أهدافك واضحة، -وإن شاء الله- سوف تصل إليها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net