الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غالي الأثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فرسالتك أعجبتني كثيراً، وهي واضحة وتعبر عن مشاعرك، وحقيقة ما ذكرته يفوق عمرك الميلادي، وهذا دليل أن عمرك متطور جداً - بفضل الله تعالى - والذي أريده منك هو أن تستغل هذه المقدرات العقلية الطيبة لتغيير هذه الأفكار النمطية السلبية الدعامية عن ذاتك.
أنت قرنت ما بين الحادثة التي حدثت لك حينما كنت طفلاً في المدرسة -حيث تشاجرت في المدرسة مع شخص وكان أكبر منك فضربك- وبين ما يحدث لك الآن، من هنا تعتقد أن شخصيتك قد أصبحت مهزوزة، هذا المفهوم ليس صحيحاً، أعتقد أنك حاولت أن تجد تفسيراً لما بنيته الآن من أفكار سلبية حول نفسك، دائماً الناس تحاول أن توجد قرائن أو روابط أو أحداث يرجع لها الإنسان ليبحث من خلالها عن السبب أو العامل الذي جعله يشعر سلبياً حول نفسه، فالماضي دائماً نقول أنه عظة وعبرة ويجب أن ندفنه في خزانة النسيان كما يقولون، فيجب أن تعيش الحاضر وتعيشه بقوة وبإيجابية.
الذي لاحظته أن انشغالك بمظهرك وبعض التوجسات البسيطة التي تأتيك حول نوايا الناس، هذا دليل قاطع أن شخصيتك حساسة، وهذه الأفكار هي أفكار سلبية وليست إيجابية، والشيء السلبي دائماً يعالج من خلال التحقير والتجاهل، وأن نضع فكراً مخالفاً له، وهذا الذي نرجوه منك.
أعتقد أن الطريقة التي عبرت بها في رسالتك كافية جداً لتشير إلى حجم وكمية القدرات التي تتمتع بها، فيجب عليك أن تستغلها استغلالاً إيجابياً، أنت في مرحلة عمرية حرجة لكنها أيضاً فترة جيدة للتأمل وللتفكر؛ ولأن تبني نفسك وجدانياً وعاطفياً ونفسياً، وفي هذه المرحلة يجب أن توجه طاقاتك نحو الدراسة، ضع أهدافاً لك، حتى هذه الأهداف إذا كان فيها شيء من أحلام اليقظة هذا ليس مرفوضاً، لكن لابد أن تضع الآليات التي توصلك لهدفك، وأعتقد أن هدفك أن تكون متميزاً، الإنسان حتى وإن كان فيه عيوب - أو هكذا يعتقد - هذا يمكن التخلص منه من خلال بناء الذات، وبناء الذات يكون بسلاح العلم وسلاح الدين، فعليك بالدين والتحصيل العلمي الرصين.
عليك بإدارة وقتك بصورة جيدة؛ لأن هذا من وسائل النجاح المعروفة والمجربة، واجعل صحبتك صحبة طيبة وخيرة لأن الإنسان يتخلق بأخلاق خليله، وحينما يجد الإنسان من يعينه على أمور الدنيا والآخرة فهذا فيه خير ومنفعة كبيرة.
أنا مطمئن عليك تماماً، لا أرى أبداً ما يشير إلى وجود مرض نفسي حقيقي، أو علة سلوكية أو اضطراب في شخصيتك، هي مجرد أفكار ألبستها أنت الثوب السلبي، ومن خلال تحقيرها وتجاهلها والتفاؤل والرجاء نحو المستقبل، واتخاذ الآليات الصحيحة نحو النجاح، أعتقد أنك ستعيش حياة سعيدة ومستقبلاً باهراً.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: (
265851 -
259418 -
269678 -
254892).
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.