مرض هستريا الأعصاب وكيفية العلاج منه
2011-07-30 21:55:42 | إسلام ويب
السؤال:
دكتور أريد شرحاً مفصلاً عن مرض هيستريا الأعصاب وكيفية العلاج منه، فقد قرأت استشارات كثيرة ولدي أسئلة كثيرة حول القلق والاكتئاب:
- هل كل أدوية مضادات الاكتئاب تعمل ضد داء القلق؟
- ما الفرق بين سلبيريد وموتيفال وفلوكسانول وسبرالكس بالنسبة للتأثير؟ وأيهما أفضل؟
- ما علاقة إفراز الأدرينالين؟ حيث هو السبب في الأعراض النفسوجسدية والدواء النفسي الذي يؤثر على نواقل عصبية بالدماغ؟ أقصد كيف يعمل الدواء النفسي على النواقل وعلى هذا الهرمون الأدرينالي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية كلمة هيستريا من المصطلحات الطبية القديمة وهي غير مستحسنة، وقد اعتبرت وصمة من الوصمات الاجتماعية والنفسية، فحين يقال هذا مصاب بالهيستريا يعني أنه ضعيف في شخصيته، وأنه يبحث دائمًا نحو استدرار العطف، وإنسان لا يُعتمد عليه، وشيء من هذا القبيل، فاللفظة غير محبذة في الوقت الحاضر، وحالات الهيستريا - إذا أصررنا على استعمال هذا اللفظ – نجدها الآن قد انحسرت خاصة في العالم الغربي والعالم المتقدم كما يقولون، ونجدها بقلة في المجتمعات غير المتقدم، ولم يُعرف السبب في ذلك.
الهيستريا تقسم إلى عدة أنواع،:
- هنالك الهيستريا التحولية.
- وهنالك الهيستريا الانشقاقية التحولية، يعني أنها علة نفسية، واحتقانات وانفعالات نفسية سالبة، وضغوطات نفسية تحولت إلى عرض آخر، مثلاً تجد إنسانًا يكون عرضة لضغوط نفسية وفجأة يفقد القدرة على الكلام، هذا تحوّل، أو يقول أنه لا يستطيع أن يمشي لأنه قد أصيب بالشلل، وهكذا... أو قد يكون في شكل انفعالات مختلفة، فهذا الموضوع موضوع طويل ومعقد، وكما ذكرت لك أن التعبير نفسه غير مستحسن.
بالنسبة لسؤالك الثاني: هل كل الأدوية المضادة للاكتئاب هي تعمل ضد القلق؟
لدرجة كبيرة نستطيع أن نقول نعم أن معظم الأدوية المضادة للاكتئاب هي في الأصل أدوية مضادة للقلق، وفي حالات القلق قد تُعطى بجرعات أصغر، والآن يدور الكثير من النقاش في المحافل العلمية: هل تظل مضادات الاكتئاب تحت هذا الاسم؟ أو يجب أن يغيّر الاسم إلى اسم آخر؟ لأنها لا تعمل فقط ضد الاكتئاب، إنما ضد القلق وضد الوساوس وضد المخاوف، فعلى سبيل المثال دواء مثل السبرالكس - أو الإفكسر أو الزيروكسات – تعمل حقيقة على كل هذه الاضطرابات التي يُجملها البعض ويسميها بالاضطرابات الوجدانية.
فإذن كإجابة محددة أقول لك نعم مضادات الاكتئاب في جلها ومعظمها هي أيضًا مضادة للقلق.
ما الفرق بين تأثير السلبرايد والموتيفال والفلوناكسول؟
هذه الأدوية الثلاثة تتميز بأنها مضادة للقلق، والسلبرايد بجرعة كبيرة مضاد أيضًا لأمراض الفصام، وكذلك الفلوناكسول يوجد كمستحضر في شكل إبر زيتية وتُعطى مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أو أربع أسابيع لمرضى الفصام، وتكون الجرعة في حدود أربعين مليجرامًا، أما في حالة استعماله في حالات القلق فتكون الجرعة نصف مليجرام إلى واحد أو واحد ونصف مليجرام في اليوم.
الموتيفال دواء يتكون من دوائين هما الفلوفنزين والنوريتبتلين، أحدهما مضاد للقلق والآخر مضاد للاكتئاب، بجرعة صغيرة.
الشيء المشترك بين هذه الأدوية الثلاثة (السلبرايد، والموتيفال والفلوناكسول) أنها ربما ترفع هرمون الحليب والذي يعرف باسم (برولاكتين) خاصة السلبرايد يرفع هذا الهرمون بدرجة واضحة جدّا لدى النساء.
أما بالنسبة للسبرالكس فهو ينتمي لمجموعة أخرى تمامًا، هو دواء مضاد للاكتئاب والخوف والوساوس والقلق، وهو يعمل من خلال موصلات عصبية مختلفة تمامًا.
لا شك أن السبرالكس في الحالات النفسية الشديدة هو الأفضل خاصة الهرع والهلع والوساوس والاكتئاب الشديد، أما الأدية الثلاثة الأخرى فهي كما أوضحت لك لها استعمالات متعددة لعلاج القلق أو بعض الأمراض الذهانية مثل مرض الفصام.
العلاقة بين الأدرنالين والأعراض النفسوجسدية:
الأدرنالين يعتمد إفرازه على الجهاز السمبثاوي، والجهاز البرسمبثاوي هو الجهاز العصبي اللاإرادي، والإنسان في حالة أنه يحتاج إلى المواجهة أو إلى الهروب مثلاً في حالات الخوف كرد فعل عصبي لا إرادي يتم إفراز هذه المادة، وهذه المادة بدورها تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وذلك ليتم ضخ كميات أكبر من الدم تؤدي إلى تقوية العضلات وانتشار الأكسجين بصورة أفضل مما يزيد كفاءة عمل الجسد.
الأدرنالين ليس من الناقلات العصبية الهرمونية، ولا علاقة له بما يسمى بالموصلات العصبية التي لها دور كبير جدًّا في الأمراض النفسية وكذلك الذهانية والعقلية.
بارك الله فيك، وجزآك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.